تداولت منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية أنباء تفيد بانقراض حيوان وحيد القرن، الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات والقلق بين المهتمين بالحياة البرية، غير أن هذه الأخبار تفتقر إلى الدقة، وتتنافى مع المعطيات الموثوقة الصادرة عن المؤسسة الدولية لوحيد القرن (International Rhino Foundation – IRF) ضمن تقريرها السنوي “State of the Rhino Report 2024”.
وأوضح التقرير أن حيوان وحيد القرن لا يزال موجودا في البرية، رغم تعرض بعض أنواعه لخطر الانقراض الحاد، وعلى رأسها النوع الشمالي من وحيد القرن الأبيض. وصنّف الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) هذا النوع بأنه “مهدد بشدة بالانقراض”، إذ لم يتبق منه سوى أنثيين فقط على قيد الحياة، تعيشان في الأسر، دون وجود ذكور قادرة على التكاثر الطبيعي، مما يجعل استمراره رهينًا بالتدخلات العلمية والبحثية، خاصة تقنيات التخصيب الصناعي والتكاثر المخبري.
وسجل التقرير في المقابل استمرار وجود نوع آخر من هذا الحيوان، وهو وحيد القرن الأبيض الجنوبي، الذي قدر عدد أفراده بنحو 17,464 فردًا بحلول نهاية سنة 2023. ويصنف هذا النوع ضمن قائمة “شبه مهدد”، أي أنه لا يزال بعيدا عن الانقراض الفعلي، وإن كان يحتاج إلى مزيد من الجهود لحمايته من الأخطار المحدقة.
ورصد التقرير أيضا ظاهرة مقلقة، تتمثل في تزايد وتيرة الصيد غير المشروع، حيث أُفيد بأن 586 وحيد قرن تم اصطياده في إفريقيا خلال سنة 2023، بمعدل يقارب حيوانا واحدًا كل 15 ساعة، نتيجة للطلب المتزايد على قرونه في السوق السوداء، ما يشكل تهديدا حقيقيا لبقاء هذه الكائنات.
وأطلقت رواندا مؤخرًا مبادرة بارزة لحماية هذا النوع من الحيوانات، حيث أعادت توطين مجموعة من وحيد القرن الأبيض في حديقة وطنية، بعد رحلة استغرقت يومين عبر الجو، وصفت بأنها أول عملية نقل بهذا الحجم. وتهدف هذه الخطوة إلى تأمين بيئة جديدة للتكاثر الطبيعي، وتشجيع نمو الأعداد في إطار خطط بيئية مستدامة.
وشدد التقرير في ختامه على أن “الانقراض الكامل لوحيد القرن لم يحدث”، داعيا إلى تكثيف التدخلات البيئية وتوحيد الجهود الدولية لحماية هذا الكائن الذي يرمز للتوازن البيئي، ويعد من ضحايا الجشع البشري والاستغلال غير المشروع للموارد الطبيعية.




















عذراً التعليقات مغلقة