اختارت الأمم المتحدة شعارا لافتا ليوم حقوق الإنسان لسنة 2025: «حقوق الإنسان… ركيزة كرامتنا في الحياة اليومية». وهو شعار يعبر عن تحول عميق في الخطاب الحقوقي نحو ربط المبادئ الكبرى بالاحتياجات اليومية للناس، من الهواء الذي نتنفسه إلى الطعام الذي نأكله، ومن قدرتنا على التعبير إلى شعورنا بالأمان داخل مجتمعاتنا.
شعار هاته السنة يحمل دلالة واضحة: الحقوق ليست مجرد حماية من الانتهاكات، بل إطار شامل يضمن الرفاه، والعدالة المناخية، والاستدامة، وإمكانية الحياة الكريمة. وهو تذكير بأن حماية الإنسان تبدأ من حماية بيئته، وأن مواجهة تغير المناخ، وتدهور الموارد الطبيعية، وتلوث الهواء والماء، ليست معارك تقنية، بل جزءا لا يتجزأ من الدفاع عن حقوق الإنسان في جوهرها.
الرسالة المركزية لهاته السنة تقوم على إعادة اكتشاف «إنسانية الحقوق»، أي تجاوز النظر إليها كجمل قانونية أو التزامات دولية، وتحويلها إلى عناصر ملموسة تشكل نسيج الحياة اليومية. وقد جاء هذا التوجه نتيجة إدراك عالمي متزايد بأن حماية البيئة، والحق في بيئة سليمة وصحية، لم يعدا قضايا قطاعية تخص المتخصصين فقط، بل هما جزء أساسي من حقوق الإنسان الأساسية التي تضمن الكرامة والعدالة والإنصاف.




















عذراً التعليقات مغلقة