اختتمت بمدينة مراكش فعاليات المؤتمر الوطني الأول للحوامض، الذي شكّل محطة علمية ومهنية بارزة جمعت فاعلين وباحثين وصنّاع قرار، من أجل رسم معالم جديدة لمستقبل قطاع الحوامض في المغرب، في ظل التحديات المناخية والرهانات التكنولوجية المتسارعة.
ودعا المشاركون في هذا الحدث، الذي نظمته الفيدرالية البيمهنية المغربية للحوامض “ماروك سيتروس” تحت إشراف وزارة الفلاحة، إلى اعتماد رؤية موحدة لتوظيف الرقمنة في الفلاحة، من خلال إحداث لجنة تقنية وطنية لرصد الحلول الرقمية، وتوحيد المعايير التقنية لضمان التكامل والفعالية.
وشدّد المؤتمر على أهمية الانتقال نحو إدارة ذكية للموارد المائية، عبر تسريع تنفيذ المخطط الوطني للسقي، وتوسيع مشاريع تحلية مياه البحر، بهدف تقليص الضغط على السدود وضمان استدامة الزراعات السقوية، وعلى رأسها الحوامض.
ولم تغب الجوانب الصحية عن التوصيات، إذ اقترح المشاركون إنشاء لجنة وطنية لليقظة الصحية، تعنى بتتبّع الأوبئة النباتية ومراقبة الحشرات الناقلة، مع تعزيز التعاون بين الفاعلين المهنيين والباحثين والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية.
كما أوصى المؤتمر بتكثيف الجهود البحثية من خلال إنشاء شبكة وطنية للبحث في مجال الحوامض، وتعزيز الشراكات العلمية على المستويين الوطني والدولي، مع التأكيد على تنظيم المؤتمر مرتين كل ثلاث سنوات، وتخصيص مساحة أوسع لتبادل الخبرات والتجارب الميدانية.
ويأتي هذا المؤتمر في لحظة دقيقة يواجه فيها قطاع الحوامض بالمغرب تحديات مناخية ومائية متزايدة، ما يجعل من الرقمنة والابتكار أدوات استراتيجية لضمان مردودية القطاع واستدامته، سواء على مستوى الإنتاج أو التصدير.