صرح الخبير البيئي مصطفى بنرامل رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، أن وضعية السدود في ظل التساقطات التي عرفها الجنوب الشرقي للمغرب تحسنت بشكل ملحوظ ومتفاوت.
وعرفت السدود المتواجدة بالحوض المائي درعة-زيز-غريس انتعاشة كبيرة، كما هو الشأن بالنسبة للسدود المتواجدة بكلميم واد نون، والسدود المتواجدة بمناطق جبال الأطلس المتوسط وبمنطقة تافيلالت.
وأفصح الخبير البيئي على أن انتعاش حقينة السدود قدر ب 29 % حسب النشرة اليومية للتساقطات ليومه الاثنين 23 شتنبر، وهذه نسبة مرتفعة ومهمة مقارنة مع تلك المسجلة في السنة الماضية والتي لم تفق 23%، و أكد على أن نسبة انتعاشة حقينه السدود المذكورة تعد مهمة، غير أنها لا تصبو إلى تطلعات المنطقة والمياه التي تحتاجها.
وبين أن السبب وراء عدم تسجيل نسب ملء أكبر في السدود رغم حجم التساقطات ااكبيرة، راجع بالأساس إلى النسب التي كانت في أدنى مستوياتها من قبل، والتي نتجت عن ست سنوات من الجفاف، وكذا الطلب المتزايد على المياه من أجل السقي والشرب.
وأشار مصطفى بنرامل إلى أن الأرقام التي سجلت، ما هي إلا حصيلة شهر تقريبا من الأمطار منذ 20 غشت إلى يومنا هذا، وبالتالي فهي تعتبر مهمة في هذه الفترة الوجيزة، ومع استمرار التساقطات يمكن تسجيل مستويات أكبر هذه السنة.
و يرى المتحدث ذاته، أن الخريطة الهيدرولوجية للمغرب ستتحسن بشكل كبير في ظل هذه التساقطات، سواء بالنسبة للمياه السطحية أو حقينة السدود، وستمتد لتشمل استفادة المياه الجوفية أيضا، و هو الأمر الذي عكسته مجموعة من الصور المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الأطلس وفي غيرها من المناطق عن عودة المياه في مجموعة من العيون، مما يدل على استعادة الفرشاة المائية لعافيتها بعد الإجهاد الذي عرفته خلال السنوات الماضية.
وفي هذا الصدد، قال الخبير مصطفى بنرامل: «سياسة السدود التلية والمتوسطة والكبرى التي نهجها المغرب في السنوات الأخيرة من أجل استعادة كمية أكبر من المياه الممتازة أبانت عن نجاعتها، ونستدل على ذلك بسد قدوسة الممتلئ تقريبا، وسد فاسك، و سد المنصور الذهبي الذي استعاد مياهه».
وأبرز مصطفى بنرامل أهمية إعادة النظر في بنيات السدود و تصاميمها وطاقاتها الاستيعابية، والتي لا ترقى لحجم التساقطات المطرية الكبيرة، وأبرز مثال على ذلك منطقة الجنوب الشرقي اليوم، حيث يجب الاشتغال على بناء سدود أكبر خاصة في ظل التوقعات التي تفيد بإمكانية سقوط أمطار أكثر من التي شهدتها بلادنا في السنوات الأخيرة.
وشدد على الاستعجال في ترميم السدود المتواجدة والزيادة في علوها، خاصة تلك التي انهارت بفعل ملءها عن آخرها، كما أشار إلى ضرورة التفكير في إنشاء سدود بالمناطق التي عرفت أمطار مهولة غير مسبوقة كمنطقه طاطا.
وفي الأخير، أكد على إيلاء الاهتمام بالتجهيزات الموازية للسدود من أجل الاستفادة من هذه المياه وتوصيلها للواحات والمستغلات الزراعية، إضافة إلى ضرورة مراقبة السدود بشكل دوري ومستمر والقيام بصيانتها بشكل مستدام لتجنب توحلها وتجنب الإضرار بها نتيجة الأوحال والأعشاب التي حملتها السيول خلال الفيضانات الأخيرة في الجنوب الشرقي وشرق الصحراء.