أبرزت جهة طنجة-تطوان-الحسيمة مكانتها كشريك رئيسي في التغير المناخي والطاقة المستدامة خلال المنتدى المتوسطي حول الطاقة والتغير المناخي، الذي نظم أخيرا بمدينة مرسيليا. جمع المنتدى، الذي أقيم في إطار مشروع “الخدمة المحلية للطاقة والمناخ”، جهة طنجة تطوان الحسيمة ومنطقة بروفانس-ألب-كوت دازور، بدعم من الاتحاد الأوروبي، بهدف تعزيز الحكامة الحضرية، وتحسين القدرة على الصمود، وتشجيع الازدهار والابتكار في المناطق المشاركة.
وشارك وفد مغربي رفيع المستوى مكون من 36 ممثلا عن الجهة والبلديات الثماني المستفيدة من المشروع، بالإضافة إلى ممثلي الإدارات اللامركزية، في المنتدى. ترأس الوفد توفيق البورش، نائب رئيس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، الذي أكد أهمية المشروع في تحقيق التنمية المستدامة.
وشهد المنتدى عرض البلديات التجريبية التزامها بتشغيل مراكز التميز كمراكز رئيسية للتنمية المستدامة والابتكار، كما قدمت جوانا نافارو، مديرة التحول البيئي بشركة أرتيليا، دراسة شاملة حول السياسات المناخية والطاقة في منطقة البحر الأبيض المتوسط وأوروبا.
وكشفت الدراسة عن التحديات التي تواجهها البلديات، مع توصيات لتعزيز استدامة المشاريع وتحسين الحوكمة، مما يمهد الطريق لتطوير مراكز الخدمات المحلية للطاقة والمناخ.
وتضمن المنتدى جلسات نقاشية تناولت تحديات وآفاق الحوكمة، بالإضافة إلى ورش عمل ركزت على الوظائف الخضراء وخرائط طريق المشروع، و عقدت جلسات لتبادل الخبرات حول التمويل وأدوات الرصد والخبرة الفنية، مع توفير فرص للحوار العميق بين الجهات المحلية والشركاء الدوليين.
وتميز الحدث بتنظيم زيارات ميدانية، من أبرزها زيارة المدرسة الدولية جاك شيراك، التي تعد نموذجا للبناء المستدام، والحي الأورومتوسطي في مرسيليا، الذي يمثل تجربة ناجحة للتجديد الحضري. وعززت هذه الزيارات النقاشات حول أهمية المشاريع البيئية في تحقيق التنمية الحضرية المستدامة.
ويهدف مشروع “الخدمة المحلية للطاقة والمناخ“، الذي يشترك في تمويله الاتحاد الأوروبي، إلى دعم التنمية الشاملة عبر الحوكمة الحضرية والتكيف المناخي، مع التركيز على إشراك جميع الفئات، بما في ذلك الفئات الهشة، لتحقيق مجتمع متكامل ومزدهر. أكد المنتدى، الذي دام ثلاثة أيام، على التزام جهة جهة طنجة تطوان الحسيمة بمواصلة الجهود لتعزيز مكانتها كفاعل إقليمي في مجال التنمية المستدامة والتحول المناخي.
