نظمت كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، أخيرا، يوما دراسيا تحت عنوان: “التراث الثقافي والمادي بمنطقة الغرب: آليات المحافظة والتثمين”. تميز هذا اللقاء بحضور نخبة من الأساتذة الباحثين والخبراء في مجال التراث، والذين قدموا مداخلات علمية نوعية شكلت فرصة لتقاسم التجارب ومناقشة التحديات والآفاق المرتبطة بصيانة وتثمين التراث الجهوي.
وفيما يلي أبرز المداخلات التي شهدتها الجلسات العلمية
عبد القادر الشرقي: حماية التراث الجهوي بين التشريع والتدبير
في مداخلة افتتاحية قوية، تناول الأستاذ عبد القادر الشرقي، المحافظ الجهوي للتراث بجهة الرباط-سلا-القنيطرة، موضوع “التراث الثقافي بالجهة: من الحماية القانونية إلى الحفظ والصيانة والتوظيف“. وأوضح أن الجهة تتوفر على ما يقارب مئة بناية وموقعاً أثرياً مصنفاً، مشدداً على أن الحماية القانونية وحدها لا تكفي، بل يجب أن تواكبها تدخلات تقنية ومقاربات تدبيرية شاملة، تراعي الخصوصيات المحلية وتدمج البعد التراثي في التنمية المستدامة.
فريق مغربي فرنسي يكشف عن معصرة رومانية فريدة بموقع ريغا
أما المداخلة الثانية، التي تقاسمها كل من الأستاذ محمد اكبيري علوي، والأستاذتين شارلوط كاراطو وإلزا روكا، فقد سلطت الضوء على “مستجدات البحث الأثري بموقع ريغا بسيدي سليمان“. وأبرز الفريق العلمي اكتشاف معصرة نبيذ رومانية تعود للقرن الثالث الميلادي، الأولى من نوعها في المغرب، إلى جانب حي سكني واسع بني من الطوب. وتمت الإشارة إلى مبادرات تثمين الموقع، ومنها ترميم بعض اللقى الأثرية، وتصوير فيلم وثائقي، والإعداد لمعرض علمي موسع حول نتائج البحث.
موقع سيدي سعيد بين الإهمال والنداء العاجل للإنقاذ
في مداخلة مشتركة بين الأستاذ رشيد أغربي والأستاذة نادية البحري، تمت إثارة الانتباه إلى وضعية موقع سيدي سعيد بسيدي قاسم، الذي يمتد على مساحة 12 هكتارا على ضفة وادي الرضم، والذي يواجه مخاطر التآكل الطبيعي والإهمال. وقد دعا المتدخلان إلى إدماج هذا الموقع ضمن مخططات التهيئة المستقبلية للمدينة، مؤكدين على قيمته العلمية والتاريخية، وضرورة إطلاق برامج بحث وصيانة عاجلة لصون ما تبقى من معالمه.
وعلى صعيد أخر، نوه الأستاذ المعطي المدني بمشاركته إلى جانب ثلة من الأساتذة الجامعيين الأجلاء والمختصين في علوم التراث والآثار والتاريخ الغيورين على تراثنا المغربي القيم والمشاركة في أشغال اليوم الدراسي المنظم من طرف مختبر التاريخ والتراث وشعبة التاريخ بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، من خلال مداخلته تحت عنوان:”الموروث المعماري والعمراني الكولونيالي بمدينة القنيطرة بين هاجس الحفاظ وإكراهات الصيانة والتثمين“.
وأكد المدني أن اليوم الدراسي المنظم تحت شعار:” التراث الثقافي المادي بمنطقة الغرب:”آليات المحافظة والتثمين” والذي يندرج في إطار تخليد شهر التراث، حقق الغاية منه وهي نجاحه بامتياز.