في سياق فعاليات اليوم الثالث من الدورة السابعة عشرة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب (سيام 2025)، تم الإعلان عن اتفاقية تعاون استراتيجي بين مجموعة بيوفارما، الرائدة في تصنيع الأدوية البيطرية والمنتجات البيولوجية، والفيدرالية المغربية لمربي أبقار سلالة أولماس-زعير بجهة الرباط-سلا-القنيطرة.
هذا التعاون، الذي تم بحضور وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، يُعد خطوة محورية نحو تعزيز القدرات الصحية والإنتاجية لسلالة الأبقار المحلية أولماس-زعير، المعروفة بجودة إنتاجها للحليب واللحوم، وقدرتها الكبيرة على التأقلم مع الظروف البيئية المغربية.
نحو إطار مؤسساتي للتطوير والبحث
تهدف هذه الاتفاقية إلى وضع منظومة منظمة للتعاون العلمي والتقني، تركز على دعم المربين من خلال برامج وقائية تحسّن من مناعة القطيع، وتُساهم في الحفاظ على الخصائص الوراثية الفريدة لهذه السلالة التي تشكّل جزءا من التراث الثقافي غير المادي للمملكة.
وأكد فريد عمراوي، رئيس مجلس الإدارة الجماعية لشركة بيوفارما، أن هذه الشراكة تمثل رافعة مهمة للرفع من مردودية الضيعات المتخصصة، وأنها تندرج ضمن رؤية بيوفارما الرامية إلى دعم استدامة سلاسل الإنتاج الحيواني وتعزيز الأمن الصحي البيطري.
تقليص الاعتماد على المضادات الحيوية
أحد أبرز محاور الاتفاقية هو تقليص الاعتماد على المضادات الحيوية عبر دمج بدائل فعالة تحمي صحة الحيوان والمستهلك على حد سواء، وتقلل من فترات السحب قبل تسويق اللحوم والحليب. وبهذا تساهم بيوفارما في تطوير مقاربات بيطرية آمنة تعزّز مناعة القطيع دون الإضرار بجودة المنتجات الحيوانية.
وتعمل الشركة، التي تأسست سنة 1984، كمركز وطني مرجعي في مجال البيولوجيا البيطرية، على تطوير لقاحات ملائمة للواقع البيئي المغربي، تُستخدم في الحملات الوطنية لحماية القطيع من الأوبئة.
دور الفيدرالية في الحفاظ على السلالة
أما فيدرالية مربي سلالة أولماس-زعير، التي تُمثل ركيزة أساسية في الحفاظ على هذه السلالة، فقد كُلّفت بتنفيذ البرنامج الوطني لحمايتها خلال الفترة 2023–2030، وفق رؤية شمولية للحفاظ على التنوع الجيني الحيواني بالمغرب.
وتسعى هذه الشراكة إلى تحقيق توازن بين الإنتاج الحيواني المستدام وحماية الخصوصيات الجينية، مما يعزز من مساهمة الفلاحة المغربية في الأمن الغذائي والصحة العامة.