تتحول الغابات والمنتزهات العمومية في المغرب، مع حلول فصل الربيع، إلى وجهة مفضلة للعائلات والأفراد الباحثين عن الاستجمام والابتعاد عن ضغوط الحياة اليومية. هذه الفضاءات الطبيعية ليست فقط رئة تتنفس منها المدن، بل أيضا موردا اقتصاديا وسياحيا مهما. لكن الاستخدام المكثف لهذه المساحات يخلف وراءه كميات كبيرة من النفايات التي تهدد التوازن البيئي وتكلف الدولة أموالا طائلة في التدبير والتنظيف.
الكلفة البيئية والاقتصادية للنفايات في المنتزهات
وفقا لمعطيات المديرية العامة للجماعات الترابية، فإن كلفة تدبير النفايات في الغابات والمنتزهات العمومية تصل إلى 20 مليون درهم سنويا، تشمل عمليات الجمع والنقل والمعالجة. وتشير الإحصاءات إلى أن كل زائر يخلف، في المتوسط، نصف كيلوغرام من النفايات خلال نزهة واحدة، وهو ما يعني أن مليون زائر ،وهو رقم متحقق في موسم الربيع، يخلفون 500 طن من النفايات، منها جزء كبير غير قابل للتحلل.
الأمر لا يتوقف عند الكلفة المادية فحسب، بل يمتد إلى الأضرار البيئية، حيث تساهم النفايات البلاستيكية في تلويث التربة والمياه الجوفية، وتؤثر على التنوع البيولوجي. كما أن الحرق العشوائي للنفايات، في بعض المناطق، يطلق غازات سامة تضر بالمناخ وتزيد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
كيف يمكن للزائرين المساهمة في الحماية؟
1. الفرز الطبيعي للنفايات: يمكن للزائرين ترك بقايا الفواكه وقشورها* في الطبيعة، حيث تتحول إلى سماد طبيعي يغذي التربة، أما النفايات غير العضوية، كالبلاستيك، والمعادن، والزجاج، فيجب جمعها في أكياس وإلقاؤها في الحاويات المخصصة أو أخذها لإعادة التدوير، إن توفر.
2. تقليل استخدام المواد البلاستيكية: استبدال الأكياس والأواني البلاستيكية بأخرى قابلة للتحلل أو قابلة لإعادة الاستخدام، وهو أمر ممكن جدا، وفي متناول كافة شرائح المجتمع المغربي.
3. التوعية بالممارسات الإيكولوجية: تنظيم حملات توعوية، بشكل دوري، في المدن والقرى المجاورة للغابات والمنتزهات لتشجيع المواطنين على تبني سلوكيات صديقة للبيئة.
دور الدولة والمجتمع المدني:
ينبغي تعزيز التعاون بين السلطات المحلية والجمعيات البيئية من أجل:
– توفير حاويات فرز النفايات في نقاط استراتيجية داخل الغابات والمنتزهات.
– تشجيع مبادرات “اليوم الأخضر” لتنظيف الغابات والمنتزهات بمشاركة المتطوعين.
– فرض غرامات على المخالفين الذين يلقون النفايات بشكل عشوائي.
لاتعتبر حماية الغابات والمنتزهات مسؤولية الدولة وحدها، بل من واجب على كل زائر أن يلتزم بسلوك يحترم البيئة، لأن تضافر الجهود، هو السبيل للحفاظ على هذه المساحات الخضراء كإرث طبيعي للأجيال القادمة، ودعم الاقتصاد المحلي عبر السياحة الإيكولوجية المستدامة.