البيئة الرياضية في خطر.. شغب الملاعب يهدد مستقبل الكرة المغربية

ECO174 مايو 2025
البيئة الرياضية في خطر.. شغب الملاعب يهدد مستقبل الكرة المغربية
خديجة مبتسم

تحولت أجواء الاحتفال بفوز الوداد الرياضي على الجيش الملكي،  مساء أمس السبت، إلى ساحة مواجهات عنيفة بين الجماهير، حيث اندلعت اشتباكات واسعة بمحيط ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء، لتضيف حلقة جديدة إلى سلسلة أعمال الشغب التي تطارد الكرة المغربية.

مشاهد عنف تعيد النقاش حول أزمة الشغب
لم تكن المباراة، التي شهدت منافسة ساخنة على أرض الملعب، سوى مقدمة لأحداث أكثر إثارة للقلق خارج المدرجات. فبعد صافرة النهاية، تحولت المشادات اللفظية بين أنصار الفريقين إلى مواجهات جسدية، تسببت في إصابات متفرقة وسط الجماهير، قبل أن تتدخل القوات الأمنية لاحتواء الوضع وإعادة الهدوء.

هذا المشهد ليس الأول من نوعه، فقبل أيام فقط، شهدت مدينة أكادير أعمال شغب مماثلة خلال مباراة جمعت الرجاء البيضاوي بمولودية وجدة، حيث تم توقيف 17 شخصا بينهم قاصرون، بتهم تتعلق بأعمال عنف وإتلاف الممتلكات العامة. كما أن ذكرى حادثة مقتل مشجع خلال احتفالات جماهيرية ما زالت حاضرة في الأذهان، الشيىء الذي يزيد من حدة الانتقادات الموجهة لظاهرة شغب الملاعب المتصاعدة.

القانون يواجه الشغب.. ولكن هل يكفي؟
في محاولة للحد من هذه الظاهرة، يعاقب القانون المغربي المشاغبين بعقوبات تتراوح بين الحبس من سنة إلى خمس سنوات، وغرامات مالية قد تصل إلى 20.000 درهم، في حالات العنف المفضي إلى الوفاة. كما أن التسبب في إحداث أضرار مادية أو التحريض على الكراهية العنصرية قد يعرض الفاعلين لعقوبات تصل إلى السجن لمدة سنتين.

ورغم ذلك، تظل فعالية هذه الإجراءات موضع تساؤل، خاصة مع استمرار تزايد حالات الشغب، ليس فقط في المباريات الكبرى، بل حتى في لقاءات الأندية الصغيرة، حيث انتقلت الظاهرة مؤخرا إلى مدن مثل خنيفرة وهوارة، وهو ما يعني اتساع رقعة المشكلة.

هل هناك حلول ناجعة؟
من المرجح أن العقوبات وحدها لا تكفي، بل يجب تعزيز الجانب التوعوي والتربوي، مع تشديد الرقابة على دخول الملاعب عبر نظام التذاكر الإلكتروني وربطها بالهوية الوطنية، ومنع دخول القاصرين دون مرافقين بالغين، وفرض عقوبات جماعية على الأندية التي يتسبب جمهورها في أعمال شغب، كخصم النقط أو اللعب دون جمهور، وإدراج المشاغبين في “اللائحة السوداء” بحيث يمنعون من دخول الملاعب لفترات محددة، وإشراك نجوم الرياضة في نشر رسائل ضد العنف وقيم الروح الرياضية، واستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للتنبؤ ببؤر التوتر، ومن تم عزلها عن باقي المشجعين…

ففي الوقت الذي يستعد فيه المغرب لاستضافة كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، تبرز الحاجة الملحة لمعالجة هذه الآفة التي تهدد صورة الكرة الوطنية وتنعكس سلبا على سمعة البلاد كوجهة رياضية آمنة. فهل تكون أحداث أمس جرس إنذار أخير قبل اتخاذ إجراءات أكثر صرامة؟

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept