عاد مرض السل البقري إلى واجهة الجدل الصحي بالمغرب، بعد ظهور حالات يعتقد أنها ناجمة عن استهلاك منتجات الحليب غير خاضعة للمراقبة، خاصة تلك التي تباع في الأسواق التقليدية ولدى الباعة المتجولين.
تداول الكثير من الناس، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو تظهر تورمات في العنق لدى بعض المصابين، الشيىء الذي أثار قلقا واسعا ودفع المواطنين للتساؤل حول مدى خطورة الحليب الخام غير المبستر أو ما يسمى لذى العامة “الحليب ديال لعبار”، الذي يستهلك دون رقابة صحية.
تحذيرات رسمية ودعوات للحذر
دعا المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية ONSSA المواطنين إلى تجنب الحليب غير المبستر، لأن غيابه عن الرقابة الصحية يرفع احتمالات الإصابة بأمراض خطيرة، من بينها السل.
من جانبه، كشف نور الدين جمانو، رئيس الجمعية المغربية لحماية المستهلك، عن غياب إحصائيات رسمية حول عدد الإصابات، ما يزيد من حالة التوجس لدى المواطنين. كما حذر من طرق غير صحية يعتمدها بعض الباعة للحفاظ على الحليب لفترات طويلة، الأمر الذي قد يعرض المستهلكين لمخاطر صحية جسيمة.
خبراء الصحة يكشفون المخاطر
وأوضح الطبيب والباحث في السياسات الصحية، الطيب حمضي، من جهته، أن المرض لا يقتصر على الجهاز التنفسي، بل يمكنه إصابة أعضاء أخرى في الجسم، مشددا على أن الحليب غير المبستر قد يكون ناقلا لأمراض متنوعة، منها التسممات الغذائية والإسهال الحاد واضطرابات الجهاز الهضمي، التي قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، خاصة لدى الفئات الأكثر هشاشة.
المعالجة الحرارية كحل وقائي
ويؤكد الخبراء، لتفادي هذه المخاطر، على ضرورة التأكد من مصدر الحليب، والاقتصار على المنتجات التي تحمل العلامات الصحية الرسمية، خاصة وأن المعالجة الحرارية لا تؤثر على القيمة الغذائية، بل توفر حماية فعالة من الأمراض.
وتتزايد المطالب، في ظل هذه المخاوف، بتشديد الرقابة على الأسواق التقليدية، والتوعية بضرورة استهلاك منتجات آمنة، تجنبا لتفشي أمراض يمكن الوقاية منها بسهولة، مع تعزيز دور المؤسسات الصحية في ضبط القطاع وحماية المستهلكين.