تتسبب الإعانات المقدمة من كوريا الجنوبية واليابان لدعم إنتاج الطاقة الحيوية في تهديد الغابات الاستوائية بإندونيسيا، ما أثار قلقا عالميا بشأن تأثير هذه السياسات على البيئة والتنوع البيولوجي.
ووفقا لتقرير صحفي، صادر عن جريدة Mongabay News في دجنبر الحالي، تضاعف إنتاج حبيبات الخشب في إندونيسيا بهدف استخدامها كوقود حيوي، مما أدى إلى إزالة مساحات شاسعة من الغابات المطيرة، خاصة في جزيرة سولاويسي.
إزالة الغابات لتلبية الطلب المتزايد
أوضح التقرير أن شركة هانوا التجارية اليابانية تقوم بإزالة الغابات في سولاويسي لتحويل الأراضي إلى مزارع لإنتاج حبيبات الخشب. حيث يتم تصدير هذه الحبيبات إلى اليابان وكوريا الجنوبية لاستخدامها كوقود في محطات الطاقة؛ وبررت الشركة هذه العمليات بالقول إن الأراضي التي يتم تنظيفها مغطاة بنمو ثانوي وليست مصنفة رسميا كغابات محمية، إلا أن نشطاء البيئة يحذرون من أن هذه الممارسات تؤدي إلى فقدان الموائل الطبيعية للكائنات الحية وتفاقم أزمة التنوع البيولوجي.
دعم محلي للطاقة الحيوية
بدأت إندونيسيا أيضا في استخدام حبيبات الخشب محليا، حيث تمزجها مع الفحم في محطات توليد الطاقة كجزء من جهود تقليل انبعاثات الكربون؛ وتعرف هذه التقنية باسم “المشاركة في الحرق”، وقد أصبحت هدفا لدعم حكومي وتخطيط لتوسيع نطاق استخدامها. ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن هذه التقنية لا تحقق انخفاضا حقيقيا في الانبعاثات بسبب الكميات الكبيرة من الكربون المنبعثة خلال عمليات الإنتاج والحرق.
دعوات لإنهاء الإعانات الضارة
خلال قمة التنوع البيولوجي للأمم المتحدة (COP16) التي انعقدت في كولومبيا، طالب نشطاء بيئيون الحكومات بوقف تقديم الإعانات التي تشجع على إزالة الغابات. وأكدوا أن هذه الإعانات، الموجهة لدعم الطاقة الحيوية، تضر بالتنوع البيولوجي وتساهم في تغير المناخ. ورغم ذلك، لم تنجح القمة في التوصل إلى اتفاقيات ملموسة لإعادة توجيه هذه الإعانات.
الحاجة إلى حلول مستدامة
يشير تقرير Mongabay إلى أن استمرار هذه السياسات قد يؤدي إلى خسائر بيئية كبيرة في إندونيسيا، التي تعد واحدة من أغنى دول العالم بالتنوع البيولوجي؛ لذلك، يطالب الخبراء بإعادة تقييم سياسات دعم الطاقة الحيوية لضمان تحقيق التوازن بين تلبية احتياجات الطاقة وحماية البيئة.