بحر سرقوسة.. ملاذ للتنوع البيولوجي

ECO1710 ديسمبر 2024
صورة بعدسة المصور مارك يوكوياما
صورة بعدسة المصور مارك يوكوياما

بحر سرقوسة أو بحر سارجاسو Mer des Sargasses هي منطقة في وسط شمال المحيط الأطلسي، تحيط بها تيارات المحيطات. ويحد المنطقة من الغرب تيار الخليج، ومن الشمال تيار شمال الأطلسي، ومن الشرق تيار الكناري ، ومن الجنوب تيار شمال الأطلسي الاستوائي. وهذا النظام من أشكال التيارات شمال الأطلسي تلفيف شبه استوائي، و هو ما يجعل  جميع التيارات تلقي ما تحمله من نباتات بحرية ونفايات في هذا البحر.

وترجع تسمية هذا البحر للبحارة البرتغاليين الأوائل بسبب وجود الأعشاب والطحالب المائية العائمة فوق مياهه؛ وبسبب وجود هذه الأعشاب والطحالب تكونت بيئة غذائية صالحة لتواجد الكثير من الأحياء المائية الصغيرة كما يوجد فيه أنواع صغيرة من الأخطبوط، بالإضافة إلى أنواع من سرطان البحر والجمبري.

وتصف المنظات الدولية منطقة بحر سارجاسو، بأنها ملاذ للتنوع البيولوجي الذي يلعب دورا حاسما في النظام البيئي الأوسع بشمال الأطلسي،إذ تعيش بداخله بعض الأنواع المهددة بالانقراض من الثعابين البحرية، التي تذهب إلى البحر للتكاثر، في حين تهاجر الحيتان منه، وكذلك سمك التونة وأنواع أخرى من الأسماك.

كما يعد ذلك البحر دورة حياة لعدد من الأنواع الأخرى المهددة بالانقراض، بما في ذلك سمكة قرش بوربيجل، والعديد من أنواع السلاحف؛ وعلى حد تعبير أحد علماء الأحياء البحرية، فهذه المنطقة من المحيط الأطلسي تشبه غابة مطيرة عائمة ذهبية اللون.

وكان كريستوفر كولومبوس أول من وثق لقاءاته مع حصائر السرجاسوم الغريبة من الأعشاب البحرية في مذكراته الاستكشافية سنة 1492، ودون خلالها مخاوف بحارته من أن الأعشاب البحرية سوف تتشابك معهم وتجرهم إلى قاع المحيط، أو أن الهدوء الذي لا ريح فيه الذي واجهوه داخل منطقة بحر سارجاسو، قد يمنعهم من العودة إلى إسبانيا.

وبمرور السنوات أصبحت مثل هذه المخاوف جزءا من تقاليد بحر سارجاسو لعدة قرون، بسبب ارتباطها بمنطقة مثلث برمودا، المعروفة بأنها المنطقة التي تختفي فيها الطائرات والسفن فجأة دون سبب، وتقع في المنطقة الجنوبية الغربية من بحر سارجاسو بين برمودا وفلوريدا وبورتوريكو.

ويتواجد هذا البحر وسط مياه المحيط بفضل 4 تيارات، هي: تيار شمال الأطلسي إلى الشمال، وتيار جزر الكناري إلى الشرق، وتيار شمال الأطلسي الاستوائي إلى الجنوب، وتيار جزر الأنتيل إلى الغرب.

لكن بحر سارجاسو هو أيضا أحد أكثر مناطق المحيط المفتوح تلوثا، وأكثرها تضررا، إذ تحتجز دوامة التيارات البحرية – التي تحد هذا البحر الخالي من الشواطئ – كميات هائلة من النفايات البلاستيكية، وتتراجع الثروة السمكية في هذه المنطقة، التي أصبحت الآن طريق شحن بحري مزدحما.

ويرغب العلماء في المحافظة على النظام البيئي لبحر سارجاسو، حيث وقعت عشر حكومات على اتفاق غير ملزم لحمايته، لكن جهود هذه الحكومات تتسم بالمحدودية، نظرا إلى وجود ثغرة كبيرة في السياسة الدولية، فبحر سارجاسو – شأنه شأن نصف كوكب الأرض – لا يخضع لسلطة أي دولة واحدة بمفردها، وبمقدور الدول حماية أو استغلال مياه هذا البحر لمسافة لا تتجاوز 200 ميل بحري (370 كيلومترا) من سواحلها، لكن كل شيء خارج هذه المناطق الاقتصادية الخالصة يعد مياها دولية، أو مايعرف بأعالي البحار.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق