عبد الكبير اخشيشن يسلط الضوء على واقع الإعلام المغربي

ECO1716 نوفمبر 2024
عبد الكبير اخشيشن يسلط الضوء على واقع الإعلام المغربي
أمين بوخويمة

يشكل اليوم الوطني للإعلام، الذي يصادف 15 نونبر من كل سنة، فرصة لإبراز التطورات التي حققها الإعلام المغربي، ومحطة مهمة لتقييم واقع الإعلام بالمغرب، وأهم التحديات التي يواجهها. كما أنه يتيح لأسرة الإعلام إمكانية الوقوف على مكامن الضعف وإيجاد الحلول اللازمة والسبل المستقبلية لتجاوزها.

وفي هذا الصدد، أجرى عبد الكبير اخشيشن، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، بمناسبة اليوم الوطني للإعلام، حوارا مع القناة الأولى تحدث من خلاله عن تقييم الواقع الإعلامي المغربي.

 

التحولات المجتمعية والتكنولوجية المتسارعة
أكد عبد الكبير اخشيشن، على صعوبة الواقع اليوم، بحيث نشعر في بعض الأحيان بأننا في مناطق رمادية، وأحيانا أخرى ينتابنا نوع من الشعور بالسوداوية، و لكن لتجاوزه يجب أن نتحلى بالتفاؤل و المسؤولية والجرأة في مواجهة هذا الوضع.

وأضاف اخشيشن، بأن أهم الأولويات التي يجب أن نقوم بها، من أجل تجاوز هذه الأوضاع الصعبة، هو الإيمان بأن هذا القطاع الذي يعتبر عنصرا مركزيا في البناء الديمقراطي، يحتاج الى رؤية واضحة وإرادة سياسية واضحة من أجل خلق بيئة مهنية قادرة على أن تكون منتجة لفعل إعلامي متميز يرضى عليه المواطن، من خلال خلق نهج إعلامي قادر على المنافسة فيما يتعلق بالاستحقاقات التي ستدخلها بلادنا.

ووصف نقيب الإعلاميين، هذه السنة بالصعبة، مؤكدا أن هناك أمل في تجاوزها، من خلال الأوراش المفتوحة في هذا القطاع، و التي تحتاج منا جميعا أن نؤمن بأنها لحظة حاسمة في تحقيق هذه النقلة النوعية في إعلامنا.
وأبرز المتحدث نفسه، أهمية النقد الذاتي باعتباره عنصرا أساسيا من عناصر التطور، يحتاج منا جميعا، أن نكون إيجابيين في التعامل مع ميل هذه القضايا بنوع من الجرأة و الوضوح.

وأكد رئيس النقابة، أنه على الرغم من المبادرات والإصلاحات المعلنة، لا يزال قطاع الإعلام المغربي يعاني من مشاكل بنيوية عميقة، أبرزها هشاشة النظام الاقتصادي، وضعف القدرة على التكيف مع التحولات السريعة.

 

استدامة القطاع والرفع من كفاءته
في هذا الإطار، قال عبد الكبير اخشيشن، إن النقابة الوطنية للصحافة المغربية، ناقشت الخطة العملية والاستراتيجية طيلة هذه السنة، من خلال مجموعة من المناظرات الدولية وكذا التظاهرات الجهوية ومنصات الإنصات للصحافيات والصحافيين، من أجل التأسيس لهذه الرؤية التي نراها اليوم، بحيث يجب أن نبدأ من المقاولة الإعلامية، والمؤسسات الإعلامية التي يجب أن ترقى إلى مستوى النموذج الحديث الذي يطرح الكثير من التحديات، وأن نهدم الكثير من التصورات التقليدية في هذه المقاولات وفي تصورها، من خلال الاهتمام بالعنصر البشري الذي يحتاج إلى نوع من التكوين والتأهيل الذي يمكنه من مواكبة هذه التطورات المتسارعة في المجال من جهة، والإيمان بأن هذا القطاع جزء من الرؤية المجتمعية الكاملة لبناء هذا المجتمع الذي نرنو إليه من جهة أخرى، مبرزا أن الإعلام اليوم أمام رهانات دولية، وسنكون مجبرين على أن نقدم إجابات واضحة في موعدنا، وبالتالي لا يمكن أن نصل إلى هذا التوقيت إلا من خلال نوع من المسؤولية التي يجب أن يشعر بها الجميع بدءا بالمهنيين والحكومة والبرلمان الذي يستعد لمناقشة مشاريع القوانين التي ستأطر البنية الحاضنة للفعل الإعلامي. وبالتالي يجب على الجميع أن يتحلى بالمسؤولية في مواجهة هذه الأوضاع.

 

إصلاح القوانين والتشريعات الحالية
أكد رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، على أن القوانين التي تم تقديم ملاحظات في شأنها سنة 2016، تتوفر على مجموعة من الثغرات التي تعتبر جزءا من المعوقات التي يعيشها هذا القطاع، وبالتالي يجب أن تكون هذه القوانين موضع مراجعة جذرية فيما يخص كثيرا من القضايا المرتبطة بها.

وشدد المتحدث عينه، على ضرورة مساهمة جميع المتدخلين في هذا القطاع، من باب المسؤولية أولا، سواء تعلق الأمر بالمقاولة الإعلامية التي يجب أن تنتقل من مرحلة الهواية إلى مرحلة الصناعة الحقيقية للإعلام، أو على الأقل، أن تنتقل إلى مرحلة تواكب ما يجري على الساحة الإعلامية.

كما شدد أيضا، على أهمية التكوين بالنسبة للصحافيات والصحافيين، حيث يجب أن نؤمن جميعا بأننا في مركب واحد، وأنه على الجميع أن يساهم كل من موقعه، وإشراك الجميع من خلال رؤية موضوعية ونوع من الجرأة في مقاربة الأسئلة التي تنتظرنا.

 

التحديات التي يواجهها قطاع الإعلام
أوضح عبد الكبير اخشيشن، أنه يجب البدء من منظومة قانونية لتأطير القطاع، وضرورة انتقال المقاولات الإعلامية إلى مرحلة الإنتاج، لا أن تبقى تنتظر الدعم، إضافة إلى إيمان الإعلام العمومي بدوره المركزي فيما يتعلق بالنقاش السياسي والنقاش المجتمعي ونوع الجدلية التي يجب أن تكون بين ما هو إعلامي وما هو ثقافي وما هو سياسي، من أجل أن ننشئ لمجتمعنا بيئة تقاوم التفاهة بجميع أشكالها.

وأشار في الأخير، إلى أهمية الطموح الإعلامي، ليس فقط في بلدنا، وإنما في العالم كله، لاسترجاع توهجه وتجاوز هذه الوضعية التي يعيشها والانتقال من الهواية إلى مجال الصناعة، مع ضرورة إلمام الإعلاميات والإعلاميين بأهمية استرجاع الكلمة أمام المجتمع بكونها مسؤولية جماعية، وعلى المجتمع أن يساعد في تفهم ماهية المنتوج الإعلامي من غيره من خلال التربية على الإعلام لتجاوز هذه الأوضاع المعقدة التي أفرزتها هذه التفاهة الممتدة عبر كل الكرة الأرضية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق