أعلنت مجموعة Meta، التي تسيطر على Facebook و Instagram، يوم الثلاثاء، 7 يناير الجاري، عن استبدال برنامج التدقيق في المعلومات بنظام الاعتدال المعمول به في X؛ فهي لن تستخدم مدققي الحقائق للإشراف على المحتوى على منصاتها، بل ستعتمد على ملاحظات رواد الأنترنيت للتحقق من المعلومات المضللة. هذا التغيير يعد علامة على التوافق مع مفهوم حرية التعبير الذي تدافع عنه إدارة ترامب.
يقول الخبراء إن المعلومات المضللة، حول علوم المناخ، قد تنتشر قريبا بشكل أسرع على الإنترنت بعد إعلان شركة ميتا.
وقال مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، أن على مواقع التواصل الاجتماعي الاعتماد على مستخدميها، لتصحيح المعلومات الخاطئة بشأن المناخ وغيره من أشكال الحقائق المغلوطة؛ كما وعد بالشراكة مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب لمحاربة ما وصفه بالرقابة حول العالم.
تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي بمثابة ملاذ للمعلومات المناخية المضللة، حيث تستخدم الجماعات المشككة في المناخ هذه المنصات كوسيلة للوصول إلى جمهور جديد.
ولكن بعد الانتقادات العامة والضغط من الكونجرس، بذلت شركة ميتا جهدا لتضييق الخناق على انتشار الأكاذيب والأكاذيب المناخية، وحظرت بعض الإعلانات المضللة، وأنشأت مركزا لعلوم المناخ على المنصة لتوفير معلومات دقيقة للمستخدمين. يرى زوكربيرج، الآن، أن تدقيق الحقائق قد تجاوز الحدود، و ذلك إبان إعلانه عن التغيير: “كان مدققو الحقائق ببساطة منحازين سياسيا أكثر من اللازم ودمروا الثقة أكثر مما خلقوا، خاصة في الولايات المتحدة”.
أنهت ميتا، التي تضم 3 مليارات مستخدم في جميع أنحاء العالم، علاقاتها مع المشرفين الخارجيين، بما في ذلك هيئة التحرير وعلماء المناخ. وبدلا من ذلك، ستعتمد على ملاحظات مجتمع الأنترنيت، على غرار تلك التي يستخدمها موقع التواصل الاجتماعي X الذي يملكه إيلون ماسك.
يأتي إعلان ميتا بعد أربع سنوات من تعليق زوكربيرج لحساب ترامب على فيسبوك بسبب تمرد 6 يناير 2021 في الكابيتول هيل. في ذلك الوقت، قال زوكربيرج إن “مخاطر السماح للرئيس بالاستمرار في استخدام خدمتنا خلال هذا الوقت هي ببساطة كبيرة للغاية”.
بعد انتخاب ترامب، تبرعت شركة ميتا بمليون دولار لحفل تنصيب ترامب وقامت بترقية جويل كابلان، وهو جمهوري مقرب من إدارة ترامب منذ فترة طويلة، إلى منصب رفيع داخل الشركة.
في السياق نفسه، حذر أندرو ديسلر، عالم المناخ في جامعة تكساس إيه آند إم، من أن قرار ميتا قد يساعد في التبشير بمستقبل، تحل فيه المعتقدات السياسية محل الواقع المشترك.
فيما قال مايكل خو، مدير برنامج التضليل المناخي في منظمة أصدقاء الأرض، في بيان له، إن شركة ميتا وغيرها من الشركات تستفيد من مشاركة المعلومات السيئة، وتستخدم خوارزميات مصممة لتضخيم المحتوى، مهما كان كاذبا، من أجل تحقيق الربح على حساب الحقيقة.