سجل النحاس ارتفاعا جديدا إلى مستوى قياسي، اليوم الجمعة، مدفوعا بتوقعات متفائلة أطلقها بنك “سيتي غروب” حول مستقبل المعدن الأحمر، إضافة إلى مخاوف متزايدة من فجوة وشيكة بين العرض والطلب في الأسواق العالمية.
وبلغ سعر النحاس 11,581.50 دولارًا للطن بعد صعود نسبته 1.2 في المائة، متجاوزًا ما حققه في وقت سابق من الأسبوع، وسط تداولات نشطة وتحركات ملحوظة في الأسواق الأمريكية والأوروبية.
وفي مذكرة بحثية، أكد محللو “سيتي غروب” أن سعر النحاس من المتوقع أن يسجّل 13 ألف دولار للطن كمتوسط خلال الربع الثاني من العام، مشيرين إلى أن تكديس الولايات المتحدة للمعدن يدفع بشحٍّ متزايد في الإمدادات بمناطق أخرى من العالم. وتأتي هذه التوقعات في وقت يتوقع فيه المتعاملون اضطرابات في الإمدادات، مع تسارع تدفق النحاس إلى الولايات المتحدة قبيل احتمال فرض رسوم جديدة على الواردات.
وفي سياق متصل، كشفت مؤسسة “بلومبرغ نيو إنيرجي فاينانس” في تقرير حديث أن سوق النحاس تتجه نحو عجز هيكلي خلال العام المقبل، وهو عجز مرشح للتوسع خلال السنوات العشر المقبلة، مدفوعًا بالطلب المرتفع، خصوصًا من قطاعات الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية، إلى جانب القيود الصارمة على جانب العرض.
وفي خطوة لافتة استعدادا لأزمة محتملة في المعروض، تقدّمت شركة “ميركوريا إنرجي غروب” بطلب لسحب ما قيمته 500 مليون دولار من النحاس من مخازن بورصة لندن للمعادن، في أكبر عملية سحب منذ أكثر من عشر سنوات، بحسب مصادر مطلعة.
ورغم هذا التفاؤل، صدرت في الأيام الأخيرة توقعات أكثر حذرا من عدد من المؤسسات المالية، حيث حذرت مجموعة “غولدمان ساكس” من أن العجز الحقيقي في النحاس قد لا يظهر قبل عام 2029، وهو رأي يتماشى مع تقديرات بنك “ماكواري”.
وفي المقابل، تُظهر البيانات ارتفاعا كبيرا في مخزون النحاس بالبورصات العالمية، حيث وصل المخزون إلى أكثر من 656 ألف طن، وهو المستوى الأعلى منذ عام 2018، مع احتفاظ مخازن بورصة “كوميكس” الأمريكية بنحو ثلثي هذا المخزون، وهو ما يعكس استمرار حالة عدم اليقين في السوق.
ومع تزايد التوقعات بين المتفائلين والحذرين، يبقى النحاس في قلب المشهد الاقتصادي العالمي، وسط سؤال محوري هل يدخل المعدن الأحمر حقبة جديدة من الأسعار التاريخية، أم أن السوق ما تزال أمام دورة متقلبة لا يمكن التنبؤ بها؟
عذراً التعليقات مغلقة