ينتظر أن تشهد مقاطعتا سيدي بليوط والمعاريف بالدار البيضاء عمليات تفكيك واسعة لعدد من المباني القديمة، في إطار مشروع تشرف عليه شركة SDL Casa Aménagement، بميزانية تناهز 5.4 مليون درهم، قصد إعادة تهيئة المناطق الحضرية وإزالة بعض المباني التي لم تعد مستغلة، مع الحفاظ على النهج البيئي المستدام في عمليات التفكيك.
وتتوزع المواقع المستهدفة على منطقتين رئيسيتين، حيث يقع الموقع الأول عند تقاطع شارع علي بن أبي طالب وشارع عثمان بن عفان في سيدي بليوط، ويشمل عدة مبان من طوابق مختلفة تتراوح بين R+4 وR+1، إلى جانب المرافق المحيطة، مثل الأرصفة والمساحات الخضراء؛ أما الموقع الثاني، فيقع عند تقاطع شارع الإسكندرية وشارع أبو العلاء زهر في المعاريف، ويضم مبنى R+2 مع عدد من المرافق الأخرى تمتد على مساحة 1,000 متر مربع.
وأفادت الشركة المشرفة على المشروع، أن نطاق الأشغال يشمل إزالة المعدات، والتفكيك الكامل للمباني والأسوار، وإزالة الأنقاض بطريقة تتماشى مع المعايير البيئية، مع إعادة تأهيل المواقع بعد انتهاء العمليات.
ويأتي تفكيك الموقع الأول بعد انتقال القيادة الجهوية للدرك الملكي إلى مقر جديد بشارع تادارت، حيث سيتم استغلال المقر القديم ضمن توسعة حديقة جامعة الدول العربية. أما المقر الثاني، فكان سابقا تابعا للدرك الملكي في شارع 2 مارس. ومن المرتقب أن يتم توظيف المساحة التي سيخليها في مشاريع عمرانية مستقبلية.
ويجدر التمييز بين مفهوم التفكيك والهدم في مثل هذه العمليات، حيث يرتكز التفكيك على إزالة المباني بطريقة منظمة تتيح إعادة استخدام المواد وإعادة تدويرها، مما يجعله خيارا أكثر صداقة للبيئة، في حين أن الهدم يتم بطرق سريعة وغير منتقاة، غالبا باستخدام معدات ثقيلة أو متفجرات، ما يؤدي إلى فقدان إمكانية إعادة تدوير المواد.
وتشكل هذه العمليات جزءا من جهود إعادة تهيئة النسيج الحضري للدار البيضاء، مع الحرص على تبني ممارسات مستدامة تراعي الجوانب البيئية في التعامل مع المباني القديمة.