تشهد مناطق واسعة من القارة الإفريقية تحديات كبيرة في الحفاظ على الأفيال، حيث فقدت مجموعات كاملة من هذه الحيوانات في عدة بلدان، وفقا لما صرح به خبير البيئة، مايك ويتماير.
وأوضح ويتماير أن منطقة الساحل الشمالية، خاصة في دول مثل مالي وتشاد ونيجيريا، تكبدت الخسائر الأكبر بسبب زيادة الضغوط على البيئة وقلة التدابير الحمائية، مما أدى إلى إبادة مجموعات من الأفيال في هذه المناطق.
في المقابل، كشفت دراسة أجراها خبراء في مجال الحفاظ على البيئة، عن بارقة أمل في جنوب القارة الأفريقية، حيث شهدت أعداد الأفيال ارتفاعًا بنسبة 42% في المواقع التي شملها المسح.
لم تتمكن الدراسة من تقديم إحصاء موحد لأعداد الأفيال في جميع أنحاء أفريقيا، ويعود ذلك إلى اختلاف منهجيات المسح المستخدمة وتباين الفترات الزمنية، مما يجعل من الصعب الوصول إلى تقدير شامل.
مع ذلك، يقدر خبراء البيئة بشكل منفصل أن العدد الإجمالي للأفيال من النوعين الأفريقيين يتراوح بين 415 ألف و540 ألف حتى عام 2016، وهو العام الأخير الذي يغطيه البحث.
وأشار عالم البيئة ديف بالفور، باحث في مركز علم البيئة الأفريقية بجامعة نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا، إلى أن “فقدان الثدييات الكبيرة يمثل قضية بيئية خطيرة لأفريقيا والعالم”.
وأضاف بأن أزمة تراجع عدد الفيلة لا تقتصر على إفريقيا وحدها، حيث يواجه الفيل الآسيوي أيضا، وهو النوع الثالث من الأفيال المتبقية في العالم، تحديات مماثلة تتعلق بتقلص أعداده بسبب الضغوط البيئية والأنشطة البشرية.
و نشير إلى أن هذه الدراسة، تأتي لتسلط الضوء على الأوضاع المتفاوتة للأفيال في القارة، ما بين تدهور كبير في بعض المناطق وانتعاش في أخرى، مما يعكس الحاجة الملحة إلى وضع استراتيجيات متكاملة لحماية هذه الأنواع الحيوانية المهددة بالانقراض.