هل تكفي الطاقة الشمسية و الريحية لسنة 2024 في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة؟

ECO1729 ديسمبر 2024
هل تكفي الطاقة الشمسية و الريحية لسنة 2024 في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة؟

بدأ الانتقال العالمي في مجال الطاقة  يتحرك بوتيرة أسرع. ففي سنة 2024، وصل توسع قدرة توليد الكهرباء المتجددة، لا سيما من خلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إلى مستوى غير مسبوق. غير أنه على الرغم من أوجه التقدم الكبيرة هذه، لا يزال هذا الانتقال غير كاف لعكس مسار الاتجاه في انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية، التي لا تزال تشكل تحديا كبيرا للمناخ العالمي.

نشر غير مسبوق للطاقة الشمسية وطاقة الرياح
شهدت سنة 2024 نقطة تحول في توليد الكهرباء من مصادر متجددة. وارتفعت، على وجه الخصوص، حصة الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح بنسبة كبيرة، مع توسع القدرات الإنتاجية في العديد من البلدان. كما شهد السوق العالمي نموا هائلا في القدرة المركبة، مع توجيه استثمارات ضخمة نحو مشاريع الطاقة المتجددة.

وساعدت الطاقة الشمسية الكهروضوئية، المدعومة بسياسات داعمة، وتخفيضات في تكاليف التكنولوجيا وزيادة الاعتماد في البلدان النامية، على تغطية حصة كبيرة بشكل متزايد من احتياجات العالم من الكهرباء. بحلول نهاية سنة 2024، تقدر الطاقة الشمسية العالمية بأكثر من 1000 جيجاوات، وهي عتبة رمزية. شهدت الرياح أيضا زيادة كبيرة في القدرة المركبة، حيث وصلت إلى ما يقرب من 1200 جيجاوات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك من خلال المشاريع البحرية والبرية واسعة النطاق.

واصل كبار منتجي الطاقة الشمسية مثل الصين والهند والولايات المتحدة الاستثمار بكثافة في هذا القطاع، ومن المتوقع أن تلعب المشاريع الكبرى دورا حاسما في الحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري في المستقبل. غير أن هذا الارتفاع في الطاقة المتجددة لا يكفي لتعويض الوتيرة الحالية للانبعاثات العالمية من الغازات الدفيئة.

الانبعاثات.. التحدي المناخي الدائم
وعلى الرغم من التقدم الكبير المحرز في زيادة القدرة على توليد الكهرباء المتجددة، فإن تخفيضات انبعاثات غازات الدفيئة لم تكن عالية كما كان متوقعا. وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية (IEA)، استمرت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية المرتبطة بالطاقة في الارتفاع في سنة 2024. ويرجع ذلك إلى عدة عوامل رئيسية: كارتفاع الطلب العالمي على الطاقة، والقصور في أنظمة الطاقة الحالية، وصعوبات الانتقال الطاقي في بعض المناطق التي تعتمد بشدة على الوقود الأحفوري.

في الواقع، على الرغم من أن مصادر الطاقة المتجددة تلعب دورا متزايدا في مزيج الطاقة العالمي، إلا أن الفحم والنفط والغاز الطبيعي لا تزال تمثل حصة كبيرة من إنتاج الطاقة العالمي، ولا تزال البلدان النامية على وجه الخصوص تواجه عقبات أمام نشر هياكل أساسية متجددة واسعة النطاق، بسبب ارتفاع التكاليف الأولية والقيود التكنولوجية.

تقدم غير كاف..
لا يزال نشر البنية التحتية المتجددة على نطاق عالمي، على الرغم من أنه جدير بالثناء، غير كاف للاستجابة لحالة الطوارئ المناخية. وفقا لاتفاقية باريس وتوصيات العلماء، يجب على البلدان تحقيق تخفيضات كبيرة في الانبعاثات في السنوات القادمة للحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية. بحلول سنة 2024، على الرغم من أن مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح قد أحرزت تقدما جيدا، إلا أن انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية لا تزال تصل إلى مستويات مقلقة، بعيدا عن الهدف المطلوب لتجنب التأثيرات المناخية المدمرة.

وتبرز الدراسات الحديثة الحاجة إلى تسريع الاستثمارات في مجال كفاءة الطاقة، وإجراء البحوث في مجال التكنولوجيات الخضراء، وإدماج مصادر الطاقة المتجددة في شبكات الكهرباء الحالية. تحتاج الحكومات والشركات والمواطنون إلى تبني سياسات مناخية طموحة والتزام عالمي أقوى لتحويل قطاع الطاقة.

الحاجة إلى إجراءات عاجلة
أحرز التحول العالمي في مجال الطاقة تقدما كبيرا في سنة 2024، لا سيما مع زيادة قدرات توليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. غير أن مكافحة تغير المناخ لا تزال تشكل تحديا رئيسيا. ويتحتم الآن على المجتمع الدولي أن يسرع بالانتقال إلى اقتصاد خال من الكربون. ولتحقيق ذلك، هناك حاجة إلى المزيد من الاستثمارات الضخمة في مجال الطاقة المتجددة وكذلك في إعادة هيكلة الهياكل الأساسية للطاقة، من أجل ضمان انتقال عادل ومنصف لجميع مناطق العالم.

لا يزال الطريق محفوفا بالمخاطر، لكن الخطوات الأولى نحو انتقال ناجح للطاقة جارية بلا شك. يجب أن تستمر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في لعب دور رئيسي، ولكن يجب دعمهما بعمل أكثر جرأة واتساقا إذا أردنا أن نأمل حقا في عكس الاتجاه في انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية في السنوات المقبلة.

المصدر عن موقع vivafrik.com بتصرف
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق