في مشهد مؤثر أعاد للأذهان حوادث مشابهة بمناجم تقليدية في المغرب، تمكنت عناصر الوقاية المدنية، بتنسيق مع السلطات المحلية والدرك الملكي، من إنقاذ عامل خمسيني ظل عالقا لأزيد من 13 ساعة داخل بئر منجم تقليدي بدوار “الفكارة”، جماعة تنسيفت، إقليم زاكورة.
العامل، الذي كان يزاول نشاطه المعتاد في عمق يقارب الأربعين مترا، فوجئ بانهيار مفاجئ للتربة والصخور، حاصر الجزء السفلي من جسده وأفقده القدرة على الحركة، مما استدعى إطلاق نداءات الاستغاثة وسط ظروف خطرة وبيئة غير آمنة.
ورغم محاولات زملائه اليائسة لإنقاذه، حال توالي الانهيارات وغياب الوسائل المناسبة دون نجاحهم، ليُسارعوا إلى طلب التدخل العاجل من السلطات، التي استنفرت فرقها وعتادها، وقامت بوضع خطة إنقاذ محكمة استغرقت أكثر من 13 ساعة من العمل المتواصل في ظروف صعبة.
وبحسب شهود عيان، شملت خطة التدخل دراسة البنية التحتية للمنجم، الذي يحتوي على أربعة آبار مترابطة عبر نفق، مما زاد من تعقيد عملية الإنقاذ بفعل هشاشة التربة. وبفضل التجهيزات المتخصصة، مثل الدعامات والآليات المتطورة، تمكنت فرق الإنقاذ من الوصول إلى الضحية الذي ظل متماسكا طيلة ساعات محنته، متمسكا بالأمل والدعاء.
وقد تم نقله إلى المستشفى الإقليمي بورزازات لتلقي الإسعافات، قبل أن يعود إلى منزله حيث استقبل بفرح كبير من قبل أسرته وسكان الدوار.
الحادث أعاد طرح إشكالية ضعف شروط السلامة داخل المناجم التقليدية، والتي لا تزال تحصد الأرواح أو تعرض العمال للخطر في مناطق عديدة من جهة درعة تافيلالت. وناشدت فعاليات جمعوية السلطات المختصة بضرورة فرض شروط الوقاية وتوفير المعدات الأساسية لحماية هؤلاء العمال من تكرار مثل هذه المآسي.