تعتزم الصين تنفيذ مشروع ضخم لبناء سلسلة من السدود على نهر يارلونغ تسانغبو في منطقة التبت، بهدف توليد طاقة كهرومائية هائلة؛ ومن المتوقع أن يتجاوز إنتاج هذه السدود ثلاثة أضعاف ما يولده سد الممرات الثلاثة، الذي يعد حاليا أكبر سد في العالم. إلا أن هذا المشروع أثار مخاوف كبيرة بين المنظمات البيئية والحقوقية، التي حذرت من تداعياته البيئية والإنسانية.
مخاوف بيئية وإنسانية
تعرب المنظمات غير الحكومية عن قلقها من أن بناء هذه السدود سيؤدي إلى تهجير أعداد كبيرة من سكان التبت، وتدمير بيئتهم الطبيعية، كما من المحتمل أن يؤثر المشروع سلبا على تدفق المياه إلى دول المصب، مثل الهند وبنغلاديش، مما قد يسبب نقصا حادا في المياه ويؤثر على الزراعة والأمن الغذائي في تلك المناطق.
تداعيات جيوسياسية
بالإضافة إلى التأثيرات البيئية، يثير المشروع توترات جيوسياسية، خاصة مع الهند، التي تعتمد بشكل كبير على مياه نهر براهمابوترا، الذي يعرف في الصين باسم يارلونغ تسانغبو، و يخشى كذلك أن يؤدي التحكم الصيني في منابع النهر إلى استخدام المياه كورقة ضغط سياسية، مما يزيد من التوترات في المنطقة.
ردود الفعل الدولية
دعت المنظمات الدولية الصين إلى إعادة النظر في المشروع، وأكدت على ضرورة إجراء تقييمات بيئية شاملة، ومراعاة حقوق السكان المحليين، والتعاون مع دول المصب لضمان توزيع عادل للمياه، كما طالبت بضرورة الشفافية في تنفيذ مثل هذه المشاريع الضخمة، لضمان عدم الإضرار بالبيئة والسكان.
يعد مشروع بناء السدود على نهر يارلونغ تسانغبو في التبت خطوة طموحة من قبل الصين لتعزيز قدراتها في توليد الطاقة الكهرومائية، إلا أن التحديات البيئية والإنسانية والجيوسياسية المرتبطة به تتطلب دراسة متأنية وتعاونا إقليميا ودوليا لضمان تحقيق التنمية المستدامة وحماية حقوق الإنسان.