مدينة الأنوار تواصل فعاليات مهرجان الرباط للعلوم والبيئة
مازالت مدينة الأنوار تواصل فعاليات “مهرجان الرباط للعلوم”، بحضور عدد من الخبراء والمخترعين والأكاديميين والباحثين، لمناقشة مستقبل المغرب في موضوع “حلول علمية في تدبير البيئة، وفي تشجيع التنمية الاقتصادية، وفي الحفاظ على نصاعة البيئة بالمغرب.
وتستمر فعاليات مهرجان العلوم والبيئة ثلاثة أيام متتالية، حيث افتتحت أشغاله مساء الخميس، برحاب المكتبة الوطنية بالرباط، بحضور شخصيات بارزة تمثل عدد من القطاعات الحكومية والمؤسسات والقطاع الخاص.
خلال افتتاح أشغال المهرجان قال عزالدين ميداوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، إن الجامعات العلمية المغربية تضم أكثر من 79 مسلكا دراسيا للهدروجين الأخضر منها 40 مسلكا مرتبطا بإدارة المياه والطاقات المتجددة، و195 منحة مخصصة لطلبة الدكتوراه في موضوعات الهدروجين والطاقات المتجددة و234 منحة في موضوعات المياه والتغير المناخي و83 منحة في الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الأزرق.
وأضاف الوزير، أن الجامعات المغربية تنتج حوالي 6 في المائة من إجمالي المنشورات العلمية في إفريقيا في مجال تغيير المناخ، إلى جانب مجموعة من المبادرات الدولية في مجال التنمية المستدامة التي ساهمت في أن تتبوأ الجامعات المغربية مكانة مهمة في الترتيبات الوطنية والدولية.
ولفت ميداوي، إلى أن هناك جامعات مغربية رتبت من بين 100 جامعة دولية في مجال التنمية المستدامة.
وأبرز الوزير ذاته، أن سياسة المغرب في مجال الطاقة والطاقة المتجددة والسدود من أجل تلبية الاحتياجات الغذائية وإدارة الموارد المائية بشكل أكثر فعالية، جعلت المملكة رائدة في مجال التنمية المستدامة على الصعيد الدولي، مبرزا في الوقت ذاته أهمية مشاركة الشباب والعلماء المغاربة في هذه الأوراش الاستراتيجية من أجل المحافظة على هذه الدينامية.
وأما عبد الكريم بناني، رئيس جمعية رباط الفتح، فأفاد أن “ندرة المياه أصبحت مصدر قلق خلال العشرية الأخيرة، وفي الوقت ذاته مصدر اجتهاد في إيجاد الحلول التقنية والاجتماعية المناسبة”، مؤكدا أن الأمر لا يقتصر على إيجاد الحلول المؤقتة والمستعجلة، بل أيضا الاستخدام العقلاني للمياه وإعادة الاستخدام والتدوير والتوعية والتحسيس بضرورة تغيير السلوك البشري وبالأساس بناء دراسة متكاملة تشمل كل المعطيات، وبناء استراتيجية مدققة ومستدامة، مؤكدا على ضرورة الاهتمام الدائم بالعوامل المؤثرة على البيئة والتنمية المستدامة وفي مقدمتها قضية الماء، مضيفا أن مهرجان الرباط يهدف إلى تنوير الرأي العام.
وأبرز رئيس الجمعية دور المجتمع المدني في هذه التظاهرة العلمية باعتباره وسيلة بيداغوجية متجددة تنمّ عن حيوية هذه الجمعيات العلمية، التي يسيرها شابات وشباب من مختلف أنحاء المملكة، داعيا إلى تشجيعهم على أبحاثهم العلمية. وأبرز بناني أن حيوية هؤلاء الشباب تدل على تفاعلهم الجيد مع الأوضاع، حتى المعقدة منها، في حياتنا، مؤكدا أن اقتحامهم لهذه الميادين دليل قوي على تجندهم وانخراطهم بما يفيد البحث والابتكار.
ويشارك في مهرجان الرباط للعلوم ثلة من العلماء والباحثين والمخترعين، الذين سيتقاسمون خبرتهم واختراعاتهم من الطلبة والمهتمين والجمهور ويقدمون آراءهم حول دور الحلول العلمية في خدمة اقتصاد الماء، واستحضار الرؤية البشرية والاصطناعية ودور الذكاء الاصطناعي في تدبير الطاقة المائية.
وسيشكل هذا الحدث، الذي يضم، أيضا، ورشات لمجموعة من الأندية العلمية تمثل مختلف جهات المغرب، منصة للتعليم ينشطها الشباب المتفوق في البحث العلمي.
ويقارب برنامج هذه التظاهرة العلمية العديد من المواضيع ذات الصلة، من بينها “حلول علمية للتدبير المستدام للماء”، و”إعادة اختراع الواحة، نحو تغيير إجباري في إدارة المياه الزراعية في عصر تغير المناخ”، و”نحو بناء نموذج تحلية وطني فعال ومستدام”، و”النجاعة الطاقية والطاقة المتجددة”.