بشراكة مع كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري، نظمت مؤسسة المغرب الأزرق يوما دراسيا تحت شعار المحميات البحرية آلية فعالة في المحافظة على التنوع البيولوجي و استدامة الثروة السمكية.
اللقاء يندرج في إطار أهداف استراتيجية اليوتيس، وفي إطار مشروع تصميم ساحل جهة كلميم وادنون 2040 ، و في إطار البرنامج الوطني للاقتصاد الأزرق ، و مبادرة الحزام الأزرق، ومبادرة 30X30، و في إطار الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة.
ويهدف هذا اللقاء الى التدارس و التباحث حول إمكانية إحداث منطقة بحرية محمية بالدائرة البحرية لطانطان ، كجزء من الحل لمواجهة التحديات التي تفرزها ظاهرة التغير المناخي وتداعياتها على الوضعية الاقتصادية و الاجتماعية لمجتمعات الساحل، بالنظر الى أهمية المحميات البحرية كآلية ناجعة في المحافظة على النظم الإيكولوجية و التنوع البيولوجي ، ودورها الكبير كذلك في استقرار أنشطة الصيد صغيرة النطاق و استدامتها.
وقد شارك في أشغال هذا اليوم الدراسي أطر و خبراء في مجال الصيد البحري و البحث العلمي والبيئة عن كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري ، والمؤتمر التعاون في الصيد البحري بين الدول الأفريقية المطلة على المحيط الأطلسي ، وقطاع البيئة ، وفعاليات مهنية في الصيد البحري و الصناعات السمكية والتسويق ، وممثلو جمعيات مدنية وممثلو وسائل اعلام عمومية .
وتميز اللقاء بتقديم عروض قيمة و تجارب وطنية و دولية حول مزايا المحميات البحرية ، حيث تم الإعلان بعد المناقشة و لتداول عن رفع ملتمس إحداث منطقة محمية بحرية، بالدائرة البحرية لطانطان واستصدار توصيات.
الكلمة الافتتاحية لرئيس مؤسسة المغرب الأزرق
- إحداث محمية بحرية بالنفوذ البحري لطانطان هو جزء من حل لمعضلة تراجع المخزون السمكي و تدهور الأنظمة الايكولوجية”
في كلمته الافتتاحية أكد “حاميد حليم” رئيس مؤسسة المغرب الأزرق على ان احداث محمية بحرية بالنفوذ البحري لطانطان هو جزء من حل لمعضلة تراجع المخزون السمكي و تدهور الأنظمة الايكولوجي بسبب عامل التغير المناخي و العوامل البشرية، لتجنيب المنطقة السكتة القلبية حيث تعاني سلاسل القيمة خصوصا في الصناعات السمكية حالة حرجة بسبب شح التموين، و ما يترتب عن ذلك من عدم استقرار في الإنتاج و ما تخلفه من تداعيات على الوضعية السوسيو اقتصادية بإقليم طانطان.
السيد “محمد نافع” مندوب الصيد البحري بطانطان
- “طرح مبادرة احداث محمية كحل يعكس نضج الفاعلين، لا يمكن للإدارة الا أن تدعمه و تواكبه”
السيد “محمد نافع” مندوب الصيد البحري بطانطان رحب بمبادرة تنظيم يوم دراسي حول المحميات البحرية و فتح نقاش عمومي لإحداث محمية بحرية بالدائرة البحرية لطانطان، مشيرا الى أن وزارة الصيد البحري و في إطار مقاربتها التشاركية مع جميع الفاعلين تعمل على اعداد مخططات لتدبير المصايد بشكل مستدام، معتبرا أن تنظيم يوم دراسي للتداول بشكل جماعي و مسؤول لطرح إشكالية تراجع المخزون و تداعياته و طرح مبادرة احداث محمية كحل يعكس نضج الفاعلين، لا يمكن للإدارة الا أن تدعمه و تواكبه.
السيد “محمد ايت عتو” المدير الجهوي لقطاع البيئة بجهة كلميم وادنون
- “مبادرة إحداث منطقة بحرية محميةكمشروع يندرج في أطار المخطط الجهوي لتصميم الساحل”
السيد “محمد ايت عتو” المدير الجهوي لقطاع البيئة بجهة كلميم وادنون اشاد بمبادرة “مؤسسة المغرب الأزرق” لطرح مبادرة احداث منطقة بحرية محمية كمشروع يندرج في أطار المخطط الجهوي لتصميم الساحل، لما لها من مزايا و فوائد على النظم الايكولوجية بالمنطقة، و في تعزيز مخزون الثروة السمكية بشكل مستدام.
السيد “عبد الله نعيم” رئيس مصلحة تتبع مخططات الصيد و تدبير المصايد ، ممثل موفد كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري.
- “وجود المحميات البحرية لا يعني حظرا لأنشطة الصيد بالمنطقة المستهدفة”،
السيد “عبد الله نعيم” رئيس مصلحة تتبع مخططات الصيد و تدبير المصايد ، ممثل موفد كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري، ابرز دور المحميات البحرية في استدامة الثروة السمكية مشددا على أن وجود المحميات البحرية لا يعني حظرا لأنشطة الصيد بالمنطقة المستهدفة، و إنما تدبير خاص يضمن الاستغلال المعقلن و الرشيد و الانتقائي للأحياء البحرية دون التأثير على البيئة البحرية التي تحتضنها، مستدلا بتجربة العديد من التجارب بالمنطقة المتوسطية و الأطلسية الوسطى كمحمية موكادور و سوس.
السيد “سيدي احمد بيبات” المدير الجهوي المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري بالدائرة البحرية للعيون(طانطان-بوجدور) .
- “نرحب بالتعاون من أجل تنزيل مبادرة إحداث محمية بحرية بالدائرة البحرية لطانطان”
السيد “سيدي احمد بيبات” المدير الجهوي المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري بالدائرة البحرية للعيون(طانطان-بوجدور) رحب بالتعاون من أجل تنزيل مبادرة إحداث محمية بحرية بالدائرة البحرية لطانطان، مبرزا دور المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري في تحليل مؤشرات الكتلة الحيوية للأحياء البحرية و تقديم المشورة العلمية ، كما ابرز الدور المهم الذي يلعبه مهنيو الصيد البحري كمصدر للبيانات و المعطيات التي تستند عليها الإدارة في اعداد تقاريرها و تصميم مخططاتها بتنسيق مع الإدارة الوصية.
السيد” ديدا بوقنطار”، مندوب المكتب الوطني بميناء طانطان.
- “شدد على أهمية المبادرات و دور المواطن في المحافظة على البيئة و الثروة السمكية”
مندوب المكتب الوطني السيد” ديدا بوقنطار”، و في كلمته بالمناسبة ابرز أهمية المحميات البحرية في المحافظة على الثروة السمكية و استدامتها، مشيرا الى أهمية انخراط الجميع في هذا الورش و تعزيز جهود الإدارة من أجل تحقيق نتائج إيجابية.
السيد “ديدا بوقنطار” شدد على أهمية المبادرات و دور المواطن في المحافظة على البيئة و الثروة السمكية و منها عدم الاقبال على المنتوجات البحرية غي القانونية كالتي لا يتوفر فيها الحجم التجاري المسموح به او المجهولة المصدر…
العروض:
اللقاء تميز بإلقاء عروض قيمة حول المحميات البحرية، سلطت الضوء على أدوارها وأهدافها ومزاياها في المحافظة على النظم الايكولوجية وإنعاش المخزونات السمكية، كما تم تسليط الضوء بالمناسبة على التجربة المغربية بالدائرة البحرية المتوسطية و على الواجهة الاطلسية.
كما تطرق المحاضرون الى تجارب بعض الدول الافريقية المنضوية تحت لواء مؤتمر التعاون في الصيد البحري بين الدول الافريقية المطلة على المحيط الأطلسي COMHAFAT.
- رانيا فاتيح مديرية الصيد البحري-كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري.
سلطت السيدة”رانيا فاتيح” عن مديرية الصيد البحري بكتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري الضوء على مفهوم المحميات البحرية و دورها الايكولوجي و السوسيو اقتصادي ، كما ابرزت جهود كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري في تنويع آليات المحافظة على الثروة السمكية و استدامتها ، و منها احداث محميات بحرية معززة بالشعاب الإصطناعية .
- السيد “عمر بورحيم” خبير دولي في الاقتصاد الأزرق
الشعاب الاصطناعية كانت محور عرض قدمه الدكتور “عمر بورحيم” الخبير الاممي في الاقتصاد الأزرق حيث استعرض تجربة المغرب في تعزيز المحميات البحرية بغمر الشعاب الاصطناعية المدعمة ، و التي أعطت نتائج جد مهمة على مستوى محمية الصويرة التي عرفت وفرة و تنوعا في المصطادات.
و تناول المحاضر دور الصيادين في المشروع في إطار مقاربة تشاركية جد ناجحة، حيث يقوم الصيادون بالاشراف على المحمية و صيانتها.
- السيد “رشيد الركراكي” خبير في الصيد البحري ممثل المؤتمر التعاون الوزاري في الصيد البحري بين الدول الافريقية المطلة على المحيط الأطلسية COMHAFAT.
استعرض السيد “رشيد الركراكي” خبير في الصيد البحري ممثل المؤتمر التعاون الوزاري في الصيد البحري بين الدول الافريقية المطلة على المحيط الأطلسية، تجارب عدد من الدول الافريقية في احداث المحميات لتعزيز استدامة الموارد البحرية، كما تطرق الى إشكالية التمويل الذي حد من القدرة على استدامة هذا انوع من المشاريع، حيث تتوسع الفروق بين التطلعات في أفق 2030 و بين الواقع بالنظر الى نسبة المحميات المنجزة و التي تبقى جد هزيلة، مشيرا الى أن التقدم الحالي في بلدان غرب أفريقيا بإحداث مناطق بحرية محمية – في المتوسط يصل الى حوالي % 4 وهو أقل بكثير من الهدف العام البالغ 30 في المائة. حيث يقدر التمويل المطلوب من أجل تنفيذ مبادرة 30× 30 ما يقرب من 700 مليون دولار سنويا لمنطقة غرب أفريقيا، بما في ذلك تكلفة إنشاء مناطق بحرية محمية جديدة ، وتعزيز القدرات المحلية، والرصد البيئي” الا أن الأموال المتاحة للحفاظ على البيئة البحرية في المنطقة تغطي أقل من % 25 من الاحتياجات”.
- السيد “محمد ايت عتو” المدير الجهوي لليئة بجهة كلميم وادنون.
السيد “محمد ايت عتو” المدير الجهوي عرضا حول مخطط تصميم ساحل جهة كلميم وادنون حيث اكد على أن منطقة راس درعة تعتبر موقعا مناسبا لإحداث محمية بحرية بالنظر الى طبيعتها القارية و الى غنى أعماقها بفضل الرواسب و مواد القيت التي يحملها وادي درعة عند كل فيضان.
السيد “محمد ايت عتو” نبه الى ما تتعرض له مصبات الأنهار الواقع على الدائرة الترابية لإقليم طانطان ن تهديدات بسبب الملوثات المنقولة و التي تؤثر على النظم الايكولوجية بالساحل.
وأن احداث محميات بحرية يعزز من اليات المحافظة على الثروة السمكية و البيئة البحرية.
اختتام الاشغال
في ختام الاشغال أوضح السيد “حاميد حليم” رئيس مؤسسة المغرب الأزرق أن ما تعيشه إقليم طانطان من ركود اقتصادي يرجع بالأساس الى ركود في أنشطة الصيد بسبب حالة المخزون و بالوضعية المناخية الصعبة التي تضرب المنطقة ، مشيرا الى أن المفرغات من السمك السطحي تعرف تراجعا منذ فرة ليست بالقصيرة ، و هو ما اثر بالتسلسل على أنشطة الصيد و على سلاسل القيمة و جميع الأنشطة المرتبطة بها ، حيث الصناعات السمكية بإقليم طانطان تعني شحا في التموين و صعوبات اقتصادية نتيجة ذلك، فيما يتهدد الوضع شريحة كبيرة من اليد العاملة التي تقدر بأكثر من 20 الف عامل بين صيادين و تجار سمك و عاملين في الصناعات السمكية و الاوراش البحرية و الخدمات اللوجيستية…
كما ذكر بتوجيهات من المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري سنة 2017 تحت على ضرورة الحد من الصيد الجائر بالدائرة البحرية لطانطان و اعتماد راحة بيولوجية ، تمكن من استخلاف المخزن و انعاش المصيدة ، لم تؤخذ بعين الاعتبار و بالجدية اللازمة آنذاك بسبب تضارب المصالح و غياب تمثيلية مهنية حقيقية تترافع و تدافع عن مصالح الدائرة البحرية لطانطان .
رئيس مؤسسة المغرب الأزرق أكد أن البيانات العلمية و الشهادات المهنية من ذوي الخبرة، تفيد بأن الدائرة البحرية لطانطان هي منطقة تعشيش و تفريخ الأسماك و على رأسها الأسماك السطحية الصغيرة، و أن إحداث منطقة محمية بحرية في السياقات المذكورة أعلاه ، تبقى هي الحل الأمثل لمواجهة التحديات التي تفرزها ظاهرة التغير المناخي وكذلك الممارسات غير الرشيدة للصيادين ، وما تفرزه من تداعيات على الوضعية الاقتصادية و الاجتماعية لمجتمعات الساحل ، بالنظر الى أهمية المحميات البحرية كآلية ناجعة في المحافظة على النظم الإيكولوجية و التنوع البيولوجي ، و دورها الكبير في استقرار أنشطة الصيد صغيرة النطاق و استدامتها.
بعد ذلك تلا رئيس مؤسسة المغرب الأزرق برية ولاء و إخلاص مرفوعة الى السدة العالية بالله جلالة المك محمد السادس نصره الله.
التوصيات:
اختتمت اشغال اليوم الدراسي بالإجماع على أهمية احداث محمية بحرية بالدائرة البحرية لطانطان فيما سيوكل الى لجنة التتبع مكونة من مندوبية الصيد البحري ، المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري ، مؤسسة المغرب الأزرق و المديرية الجهوية للبيئة لجهة كلميم وادنون بمواكبة المشروع مع الوزارة لوصية و جهات الاختصاص.