اختتمت قمة الأمم المتحدة للمناخ كوب29 في باكو، أذربيجان، باتفاق على تمويل بقيمة 300 مليار دولار سنويا لدعم الدول النامية في مواجهة آثار التغير المناخي. وجاء الاتفاق بعد مفاوضات صعبة وتأخير تجاوز 30 ساعة عن الموعد الرسمي للجلسة الختامية.
و في هذا الصدد، قال مصطفى بنرامل، خبير مناخي و رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية للمناخ، في تصريح لجريدة إيكو17 ECO: “أن مؤتمر الأطراف الـ29 لتغير المناخ شهد إخفاقا كبيرا يضاف إلى سلسلة إخفاقات سابقة، مقابل الآمال الكبيرة التي علّقت على هذه القمة”.
وأكد بنرامل أن هذه النسخة كانت تحت المجهر العالمي، خاصة بعد ما تم التوصل إليه في قمة COP28 السابقة، والتي شهدت الإعلان عن صندوق الخسائر والأضرار وتحديد مخصصات مالية لدعم الدول المتضررة من التغيرات المناخية. وأضاف أن المبلغ الذي تم الاتفاق عليه سابقا بلغ 1,300 مليار دولار، وهو رقم ضئيل مقارنة بحجم الخسائر المتزايدة وتحديات المناخ التي تستمر في الارتفاع، ما يجعل الحاجة إلى تمويل أكبر وأكثر كفاءة أمرا ملحا.
وأبرز بنرامل، أن الترقب كان كبيرا لما ستسفر عنه قمة باكو بخصوص تعزيز التزامات التمويل ومساعدة الدول المتضررة، إلا أن القمة شهدت انسحابات واسعة من دول عديدة، إلى جانب غياب الوفود الرسمية لبعض الدول. وأرجع هذه الانتكاسة إلى عدة عوامل، منها الأزمات الجيوسياسية المستمرة، خاصة في أذربيجان وفرنسا، إلى جانب انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وهو الذي سبق أن انسحب من اتفاقية باريس للمناخ خلال فترة رئاسته الأولى.
وأشار في السياق ذاته، إلى أن انتخاب ترامب زاد من مخاوف الدول بشأن التزام الولايات المتحدة بمسؤولياتها المناخية، خاصة أن الحكومة الأمريكية المقبلة قد تسحب دعمها للاتفاقيات المبرمة، مما سيؤثر على التمويل والدعم الدولي المطلوب.
واعتبر الخبير المناخي أن إخفاق قمة COP29 يبعث برسائل مقلقة حول مستقبل الجهود الدولية لمكافحة التغيرات المناخية، ورأى أن التحديات السياسية والاقتصادية تلقي بظلالها على التزام الدول بالتمويل المناخي، مما يجعل التوصل إلى حلول عملية في الدورات المقبلة أمرا صعبا.
وختم بنرامل بالقول: “إن العالم يترقب بقلق نتائج الدورة المقبلة في ظل استمرار الأزمات وتعثر الالتزامات، ما يجعل الحاجة إلى خطوات جريئة وحلول مبتكرة أمرا لا مفر منه..يبقى المناخ في صدارة الأولويات، لكن الالتزام الدولي يواجه أزمات تعيق التقدم المنشود”.