أشادت الأمم المتحدة بمجموعة من الشباب أحدثوا تأثيرا إيجابيا في مكافحة التصحر وتدهور الأراضي الزراعية والجفاف.
واختارت اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر Cop 16، عشرة أبطال للأرض من مختلف أنحاء العالم، جميعهم دون سن 35 سنة، لتبادل إنجازاتهم وأفكارهم من أجل الإدارة المستدامة للأراضي في مواجهة التهديد العالمي المتزايد للتصحر وفقدان الأراضي.
وفي هذا السياق، تصف روكياتو تراوري نفسها بأنها رائدة أعمال خضراء، تعمل في مالي لبناء مؤسسة اجتماعية تعتمد على منتجات شجرة المورينجا، وتم تدريب حوالي 100 امرأة على إنتاج منتجات من 20000 شجرة.
وتشمل هذه المنتجات الشاي العضوي والمساحيق والزيوت والصابون والتوابل وأغذية الأطفال التي تم تصديرها إلى أكثر من سبع دول، في سنة 2023، أنتجت من خلالها 150.000 شتلة من بذور أشجار المورينجا المقاومة للجفاف.
وتطمح تراوري إلى إنشاء شبكة من ملايين النساء، لزراعة 10 ملايين شجرة من المورينجا، وتصدير منتجاتها إلى الأسواق الوطنية والإقليمية والدولية، مؤكدة أن لا شيء يستحيل تحقيقه بالإرادة الثابتة.
ومن جهته يهدف تاكودزوا آشلي ملامبو من زيمبابوي، من خلال منظمته التي يقودها الشباب في مجال أبحاث الغابات والحمضيات، إلى زراعة ومراقبة ما مجموعه مليار شجرة في جميع أنحاء بلاده.
ويعتبر ملامبو مبتكرا ثوريا، لكونه يستخدم الذكاء الاصطناعي ومراقبة الأقمار الصناعية للإشراف على المبادرة التي يديرها.
ويدرك ملامبو، أن إعادة التشجير خطوة مهمة لإبطاء التغير المناخي والحفاظ على درجات الحرارة العالمية إلى أقل من 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الحقبة الصناعية.
وتعد الفلبين واحدة من أكثر الدول عرضة للمخاطر الطبيعية، مثل الموجة الأخيرة من الأعاصير التي ضربت البلاد، بسبب تغير المناخ.
وأدت إزالة الغابات من الأراضي ومسطحات المياه حول العاصمة الفلبينية مانيلا، إلى تعريض المدينة لخطر أكبر من الظواهر الجوية القاسية.
وفي هذا الإطار التزمت بيلي كريستال جي دوماليانغ ومؤسسة Masungi Georeserve التي تقودها بمبادرة طموحة لإعادة التشجير، بهدف استعادة ما يقرب من 2700 هكتار من مناطق مستجمعات المياه المتدهورة المحيطة بالمحمية الجغرافية. ويعد هذا المشروع ضروريا لتعزيز الدفاعات الطبيعية لمانيلا الكبرى ضد آثار تغير المناخ.
وقالت بيلي كريستال جي دوماليانغ، إن الفلبينيين يعانون من الآثار الشديدة للجفاف وتدهور الأراضي على الزراعة والرفاهية والحياة اليومية، لذلك نحن بحاجة إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي والتخفيف من آثار الجفاف وتغير المناخ. وتقوم منظمتي بذلك من خلال حماية الأراضي وإعادة التشجير، ورواية القصص المؤثرة المدعومة بالسياحة الجغرافية المستدامة.
ومن جهة أخرى هناك سيدهيش ساكوري، الذي نشأ بأسرة زراعية مهمشة كما وصفها، وقد شهد بشكل مباشر المصاعب الاقتصادية التي يتحملها المزارعون وأسرهم.
ومن القضايا الرئيسية التي ركزت عليها منظمته أجرو رينجرز تدهور التربة، الذي يؤثر بشكل مباشر على إنتاجية الأراضي وبالتالي على سبل عيش المزارعين.
وأكد الشاب الهندي أن تدهور التربة يمكن أن ينجم عن الاستخدام غير السليم أو سوء الإدارة، بالإضافة إلى التآكل والفيضانات والتصحر والتلوث بالمواد الكيميائية.
ويحلم ساكوري بخلق سبل عيش جيدة للمزارعين، خاصة في المناطق المعرضة للجفاف في بيون، حيث يعمل من خلال الانتقال من الزراعة الكيميائية إلى ممارسات الحراجة الزراعية العضوية.
وشاركت أستريد بيرازا، شابة تعمل على قضايا تجديد الأراضي في كوستاريكا، بنشاط في مشروع فيفيرو فيردي مار لإعادة تشجير المانغروف في البلد الواقع في أمريكا الوسطى، والذي يدعم الحفاظ على البيئة ويساعد على كبح التصحر في المناطق الساحلية.
وأشارت بيرازا إلى أهمية تظافر الجهود من أجل التغلب على مصاعب تصحر الأراضي بالنسبة للمجتمعات المحلية، لأنه عندما نتحدث عن تغير المناخ فإن العمل المنفرد ليس خيارا.