شهدت جزيرة مايوت الفرنسية، الواقعة في المحيط الهندي، موجة جديدة من الأمطار الغزيرة التي تسببت في فيضانات وانهيارات طينية، بعد مرور شهر فقط على إعصار تشيدو الذي خلف دمارا واسعا وعشرات القتلى.
رفعت السلطات،في ظل هذه الظروف، مستوى التأهب إلى الدرجة القصوى مع اقتراب عاصفة جديدة، ديكيليدي Dikeledi، التي جلبت معها رياحا عاتية وأمطارا غزيرة. وقالت السلطات المحلية إن العاصفة أدت إلى انهيارات أرضية وفيضانات، حيث غمرت المياه قرية مبويني الجنوبية، التي كانت قد نجت سابقا من إعصار تشيدو.
وتداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر خطوط كهرباء منهارة وشوارع غارقة بالمياه. ووفقا للتقارير، لجأ حوالي 14.500 شخص إلى مراكز الإيواء الطارئة. وقال محافظ مايوت، فرانسوا كزافييه بيوفييل، لوسائل الإعلام، بأن الأمطار الغزيرة ستستمر حتى مساء الاثنين 13 يناير 2025، مما يبقي الجزيرة في حالة استنفار.
ضربت العاصفة ديكيليدي شمال مدغشقر قبل أن تقترب من مايوت، وتسببت في مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، وتستعد حاليا للتوجه نحو ساحل موزمبيق، فيما حذرت الأرصاد الجوية من تدهور الظروف في منطقة نامبولا.
تأتي هذه الكوارث الطبيعية وسط أوضاع معيشية صعبة في مايوت، التي تعد من أفقر المناطق الفرنسية، يعيش الكثير من سكانها في مساكن هشة، ما جعلهم أكثر عرضة لتداعيات الأعاصير والفيضانات. ففي دجنبر الماضي، تسبب إعصار تشيدو في دمار غير مسبوق بالجزيرة، حيث بلغت سرعة الرياح 260 كم في الساعة، ما أدى إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة.
مع استمرار تعرض المنطقة لموجات متتالية من الكوارث، تتصاعد دعوات الإغاثة لدعم سكان مايوت ومساعدتهم على التعافي من آثار هذه الأزمات المتلاحقة.