برزت دينامية جديدة، في إطار الشراكة المتنامية بين المغرب والصين، تهدف لتعزيز التنمية في القارة الإفريقية، عن طريق رؤية استراتيجية مشتركة تشمل الصناعة، السياحة، والتجارة.
وأشار عبد القادر الأنصاري، السفير المغربي بالصين، خلال حوار مع إذاعة الصين الدولية، إلى أن العلاقات بين البلدين تتجاوز الأطر التقليدية، لترتكز على تعاون متعدد المجالات من شأنه تعزيز فرص التنمية داخل إفريقيا، مستفيدين من موقع المغرب كبوابة نحو الأسواق الإفريقية والأوروبية.
وأكد الأنصاري، خلال اللقاء أهمية الدينامية الإيجابية للعلاقات المغربية-الصينية، مبرزا الدور الحيوي لهذه الشراكة في تعزيز التنمية بالقارة الإفريقية.
وأبرز السفير المغربي، أن المغرب والصين يتقاسمان رؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز الروابط مع الدول الإفريقية، بما يعكس الأهداف المشتركة للجانبين في تنمية القارة وتحقيق الازدهار الاقتصادي.
وقال المتحدث نفسه، أن إفريقيا تمثل ركنا أساسيا في السياسة الخارجية للمغرب، كما أن الصين وضعت هي الأخرى القارة الإفريقية في صلب أولوياتها وضمن استراتيجيتها للتعاون الدولي والتنمية.
وأوضح السفير أيضا، أن التعاون المغربي-الصيني يحقق انخراطا ملموسا لكلا الطرفين في مشاريع تنموية متنوعة على مستوى القارة.
وتطرق الأنصاري خلال اللقاء لمجموعة من المحاور أهمها:
-تعاون مغربي-صيني في قطاع السيارت
لفت الأنصاري الانتباه إلى التعاون الواعد بين المغرب والصين في قطاع السيارات، خاصة في مجالات المركبات الهجينة والكهربائية. وأكد أن هذا التعاون يهدف إلى الدمج بين الخبرة التكنولوجية الصينية المتقدمة في مجال السيارات وبين البنية التحتية الصناعية المغربية المتنوعة، بحيث أن المغرب يتمتع بموارد بشرية مؤهلة وموارد أولية متاحة، ما يجعله منصة مثالية لتصنيع المركبات التي تستهدف الأسواق الإفريقية والأوروبية، بل وحتى الأمريكية اللاتينية.
-مشروع منطقة التجارة الحرة الإفريقية
تطرق السفير إلى مشروع منطقة التجارة الحرة للقارة الإفريقية، مشيرا إلى طموح الصين في تعزيز التعاون الاقتصادي مع الدول الإفريقية، عبر اتفاقيات تجارة حرة ثنائية مع الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية، ومنها المغرب. ويعكس هذا التوجه تطلع الصين إلى تعزيز تواجدها الاقتصادي في القارة الإفريقية وتعزيز الروابط التجارية.
-تعزيز السياحة والتبادل الثقافي
صرح السفير باستئناف الخطوط الملكية المغربية رحلاتها المباشرة بين الدار البيضاء وبكين اعتبارا من يناير 2025، والذي من شأنه دفع عجلة السياحة بين البلدين، مشيرا إلى أن الإعفاء من تأشيرة دخول المغرب للسياح الصينيين منذ عام 2016 يمثل محفزا هاما لجذب المزيد من السياح، كما يعكس الاهتمام المتزايد من قبل السياح المغاربة بالصين كوجهة ثقافية.
-تطوير المبادلات التجارية وتسهيل تنقل الشركات الصينية
أكد السفير المغربي في الأخير، الأهمية الاستراتيجية للدار البيضاء كمحطة عبور للمسافرين الصينيين المتوجهين إلى غرب ووسط إفريقيا، وأوضح أن هذه الخطوط الجوية المباشرة ستساهم أيضا في تعزيز المبادلات التجارية المتزايدة بين المغرب والصين وتسهيل تنقل الشركات الصينية العاملة في المغرب، مما يدعم الاقتصاد ويعزز التكامل بين البلدين.
وفي الأخير يمكن القول أن هذه الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والصين تؤكد على قوة الدبلوماسية الاقتصادية وأهمية التعاون المتعدد الأطراف في مواجهة التحديات التنموية لإفريقيا، وذلك من خلال العمل المشترك في مجالات رئيسية كالسيارات الكهربائية، ومبادرات مثل الحزام والطريق، كما يسعى البلدان إلى وضع إفريقيا على مسار التنمية المستدامة، مما يجعل من هذه الشراكة نموذجا يحتذى به لتعزيز الروابط الاقتصادية والثقافية على المستوى الدولي.