احتضن مركب مولاي رشيد للشباب والطفولة في بوزنيقة، يوم أمس، اللقاء الإقليمي الأول تحت شعار: “شباب جهة الدار البيضاء – سطات والتغيرات المناخية” ، من تنظيم مجلس جهة الدار البيضاء – سطات وجمعية الدراسات والأبحاث من أجل التنمية، بشراكة مع وزارة الثقافة والشباب والتواصل، وجامعات الحسن الأول بسطات، والحسن الثاني بالدار البيضاء، وشعيب الدكالي بالجديدة.
شهد الافتتاح الرسمي للملتقى حضور ممثلين عن وزارة الثقافة والشباب والاتصال، ووزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، بالإضافة إلى رقية أشمال، نائبة رئيس مجلس جهة الدار البيضاء – سطات، وممثلين عن جماعات ترابية بالجهة، ورئيس جمعية الدراسات والأبحاث من أجل التنمية، إدريس الكراوي.
وسلطت حسنة كجي، عميدة كلية العلوم القانونية والسياسية بسطات، في مداخلتها، الضوء على الإطار المرجعي الدولي و الوطني للحق في البيئة، وأوضحت أن دسترة الحق في التنمية المستدامة والعيش في بيئة سليمة، كان نقطة تحول من خلال الفصل 19 من دستور 2011، مؤكدة أن المشرع أدرج هذا الحق بشكل منهجي، إذ أشار الفصل 31 إلى مسؤولية الدولة والجماعات الترابية في تحقيقه.
وتحدثت العميدة، عن التحديات البيئية التي تواجه جهة الدار البيضاء – سطات، أبرزها التلوث، حيث تصنف مدينة الدار البيضاء ضمن أكثر أربع مدن تلوثا عالميا. وأضافت أن هذه التغيرات المناخية تؤثر على الحياة اليومية للسكان من مختلف الفئات و الأجناس، وتختلف هذه الآثار من فئة لأخرى، كما شددت على أهمية دور الشباب في خلق التغيير للتكيف مع التغيرات المناخية، عبر اكتساب المعرفة والمهارات، واعتماد سلوكيات إيجابية مهما كانت بسيطة.
من جهته، أوضح إدريس الكراوي، أن الملتقى يهدف إلى الاستماع لآراء الشباب حول القضايا البيئية، و انطلق من دراسة ميدانية أجرتها الجمعية، والتي أظهرت وعيا كبيرا لدى الشباب بمخاطر التغيرات المناخية، بما في ذلك تلوث الهواء، وندرة المياه، والكوارث الطبيعية كالجفاف والفيضانات.
و أكد الكراوي، أن الدراسة الميدانية تبرز تطلعات الشباب لسياسات عمومية ترابية قادرة على مواجهة التحديات المناخية. وشدد على أهمية العمل على مبادرات ترابية توازن بين البعدين الدولي والمحلي لهذه القضايا. وأشار إلى أن نتائج الدراسة توفر قاعدة بيانات دقيقة تساعد صناع القرار في تصميم سياسات عمومية تتماشى مع تطلعات الشباب ورؤاهم.
ونوهت رقية أشمال، نائبة رئيس مجلس جهة الدار البيضاء – سطات، بدور الشباب في مكافحة التغير المناخي، إذ يشكل الشباب عائدا ديموغرافيا قويا على المستوى الوطني و الجهوي.
و أشادت بأهمية الدراسة التي أعدتها جمعية الدراسات والأبحاث من أجل التنمية، و وصفتها بأنها “خطة طريق” لدعم جهود المجالس الجهوية والمحلية. وأكدت أن الدراسة ستؤخذ بعين الاعتبار في إعداد برامج التنمية الجهوية، مشددة على ضرورة التنسيق مع الجامعات لبلورة استراتيجية عمل تترجم هذه التوصيات على أرض الواقع.
و شارك نور الدين ثابت، رئيس جمعية رياض المقاول للفن والبيئة، بمداخلة حول أهمية الفن والثقافة كوسائل للتوعية بأزمة التغيرات المناخية. وركز عرضه على مواجهة ندرة المياه كأحد أبرز تحديات المنطقة، مشيرا إلى أهمية تبني استراتيجيات شاملة تجمع بين البعدين العلمي والإنساني.
و اختتم اللقاء بتوصيات تدعو إلى تعزيز التعاون بين الهيئات الأكاديمية والمجالس الترابية، وتكثيف المبادرات التي تدعم وعي الشباب بدورهم المحوري في حماية البيئة والتصدي للتغيرات المناخية.