أبرزت مدينة ستراسبورغ يوم أمس، التجربة المغربية الرائدة في مجال إدارة الموارد المائية، وذلك خلال انعقاد الدورة السابعة والأربعين لمؤتمر السلطات المحلية والجهوية لمجلس أوروبا.
وقد ألقت السيدة فاطنة الكحيل، عضو الوفد المغربي، مداخلة ضمن لجنة الحكامة، بحيث سلطت فيها الضوء على السياسة المائية الطموحة التي ينهجها المغرب منذ ستينيات القرن الماضي، مؤكدة أن هذه السياسة أسهمت في جعل المغرب نموذجا يحتذى به في الحفاظ على الموارد المائية وتدبيرها بشكل فعال.
كما أكدت الكحيل، على الدور الحيوي الذي لعبته السدود في تجميع مياه الأمطار، خصوصا في ظل التحديات المتزايدة المرتبطة بالإجهاد المائي الذي يواجهه المغرب، على غرار ما تعاني منه العديد من الدول الأخرى.
وأشارت أيضا للتجارب المبتكرة التي اعتمدها المغرب في تحلية مياه البحر وإعادة استخدام المياه العادمة، باعتبارها حلولا فعالة لمواجهة شح الموارد.
وتناولت، المسؤولة نفسها، التأثيرات الكبيرة للتغيرات المناخية على الموارد المائية، مشيرة إلى الفيضانات الأخيرة التي شهدتها المناطق الجنوبية للمملكة، وخصت بالذكر صحراء مرزوكة، التي تحولت بفعل تلك الفيضانات إلى مشهد جديد حيث تشكلت بحيرات عملاقة غيرت بشكل جذري طبيعة المنطقة وأسلوب الحياة فيها.
وفي ختام مداخلتها، أكدت الكحيل على ضرورة اعتماد استراتيجيات شاملة ومستدامة للتعامل مع التحديات البيئية المتزايدة، وذلك لضمان الحفاظ على الموارد الطبيعية وتأمين استمراريتها.
كما شددت على أهمية تبادل الخبرات بين الدول، والاستفادة من التطورات التكنولوجية الحديثة لتحقيق مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.
هذا وقد ضم الوفد المغربي المشارك في هذه الدورة شخصيات بارزة، من بينها عبد العزيز الدرويش، رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس العمالات والأقاليم، والخطاط ينجا، رئيس جهة الداخلة – وادي الذهب، ورشيد العبدي، رئيس جهة الرباط – سلا – القنيطرة. وقد شارك المغرب في هذا المؤتمر بصفته شريكا في الديمقراطية المحلية، وهو الوضع الذي حصل عليه لأول مرة في أبريل 2019، و هو ما سيفتح آفاقا جديدة للتعاون والحوار مع الدول الأوروبية.