رياض وحتيتا: قرار إلغاء شعيرة ذبح أضحية العيد يحمل رؤية استراتيجية بعيدة المدى

ECO179 مارس 2025
رياض وحتيتا: قرار إلغاء شعيرة ذبح أضحية العيد يحمل رؤية استراتيجية بعيدة المدى
إيمان بنسعيد

يعد قرار إلغاء شعيرة ذبح أضحية العيد ليس مجرد تدبير ظرفي، بل يحمل رؤية استراتيجية بعيدة المدى، تهدف إلى الحفاظ على الثروة الحيوانية وضبط السوق، في ظل أزمة الجفاف وتأثيرها على القطاع الفلاحي بالمغرب.

وفي هذا السياق، يرى رياض وحتيتا، الخبير الفلاحي، أن هذا القرار كان ضرورة ملحة لحماية القطيع من التراجع المستمر. و قال الخبير في المجال الفلاحي، في حوار مع جريدة إيكو ECO 17، أن قرار صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بإلغاء شعيرة ذبح أضحية العيد هو قرار صائب وفي محله، حيث كان متوقعا اتخاذه منذ السنة الماضية، نظرا لكونه قرارا متعدد الأبعاد، بحيث جاء في سياق صعب وبناء على أسباب واضحة، أهمها تأثر الثروة الحيوانية بسبب الجفاف، فقد شهد المغرب ست سنوات متتالية من الجفاف، مما أثر بشكل كبير على القطاع الفلاحي، وخاصة على عدد القطيع.

وأوضح وحتيتا أن هذا النقص في القطيع يعود إلى عدة عوامل، من بينها الجفاف وذبح الإناث من الخرفان والأبقار، الشيء الذي أدى إلى تراجع نسبة تجديد القطيع السنوية إلى أقل من 38% مقارنة بالسنة الماضية. وبالتالي، فإن القرار الملكي جاء في الوقت المناسب، وأنقذ الحكومة من كارثة حقيقية. مشيرا على أنه، بالرغم من أن عدد رؤوس الماشية المتوفرة يتراوح بين 12 و14 مليون رأس، وهو عدد يكفي لإقامة شعيرة الذبح، لأن ما يحتاجه المغرب لهذه المناسبة لا يتجاوز 7 ملايين رأس، إلا أن الأسعار كانت سترتفع بشكل كبير مقارنة مع الأثمنة الحالية .

أشار الخبير الفلاحي إلى أن القرار يحمل رؤية بعيدة المدى، إذ أن انتعاش السياحة بعد العيد، ووجود أحداث كبرى مثل كأس إفريقيا، سيزيد من تضخم الأسعار، بحيث قد يصل ثمن اللحم الى 200 درهم.

وأضاف وحتيتا أن الحكومة مطالبة بالتدخل بشكل استعجالي لحماية الكسابين، حيث بدأ بعضهم في بيع كامل قطيعه بسبب غياب البدائل، مما تسبب في انخفاض سعر اللحوم إلى 50 درهما للكيلوغرام في بعض المناطق، مبينا أن غياب التدخل الحكومي سيؤدي إلى انتقال القطيع من أيدي الكسابين البسطاء إلى تجار الأزمات، الذين قد يتحكمون في سوق الماشية واللحوم كما حدث مع قطاع الدواجن.

واقترح الخبير حلولا بديلة في إطار مخطط “الجيل الأخضر”، من بينها إنشاء مراكز متخصصة بالتلقيح الاصطناعي حسب المناطق، للحفاظ على السلالات المحلية وتوسيع رقعتها الجغرافية. فمثلا، ينبغي إنشاء مركز تلقيح في المناطق التي تضم سلالة الصردي، مثل بني مسكين وسطات وبني ملال، ليتمكن الفلاحون البسطاء من تلقيح نعاجهم دون الحاجة إلى شراء فحول مكلفة. كما أن هذه العملية ستمكن من تأهيل السلالات، وزيادة خصوبتها، وتوسيع انتشارها إلى مناطق أخرى مثل الجديدة وآسفي.

وركز على أهمية دعم الأعلاف البديلة، واستغلال السلالات الولودة، مثل السلالة البجعدية وبني كيل، مشيرا على أن الحل لا يكمن فقط في سد الخصاص الحالي، بل في ضمان تجديد القطيع سنويا، لتجنب الحاجة إلى اتخاذ قرارات مماثلة في المستقبل.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق