دراسة تدعم طريقة جديدة لتحسين صحة النحل

ECO178 أبريل 2025
دراسة تدعم طريقة جديدة لتحسين صحة النحل

أطلق باحثون من جامعة فيرمونت، بالتعاون مع علماء دوليين، دراسة جديدة تسلط الضوء على وسيلة مبتكرة لتحسين صحة نحل العسل، من خلال اختبار سلوكي جديد يمكن أن يساعد مربي النحل على اكتشاف المستعمرات الأكثر مقاومة للأمراض، في وقت تتزايد فيه معدلات نفوق النحل بشكل مقلق، حيث سجل مربو النحل في الولايات المتحدة خلال السنة الماضية خسارة تجاوزت 55% من طوائف النحل المُدارة، وهو أعلى معدل فقدان منذ بدء التتبع الرسمي سنة 2011، مما يؤكد حجم الأزمة التي يواجهها هذا القطاع الحيوي.

وكشف فريق البحث أن اختبارا جديدا يُعرف باسم UBeeO قادر على تحديد قدرة النحل على مقاومة أمراض متعددة، أبرزها الفطريات مثل chalkbrood والطفيليات مثل Vairimorpha، المعروفة سابقا باسم Nosema، والتي تعد من أخطر التهديدات التي تواجه مستعمرات النحل.

واختبر الباحثون الأداة الجديدة باستخدام مركبات فيرومونية صناعية تحاكي الروائح الصادرة عن الحضنة المريضة أو المحتضرة، حيث أظهرت النتائج أن هذه الطريقة الواقعية يمكن أن تغني عن الأساليب التقليدية كـ”اختبار تجميد الحضنة” بالنيتروجين، الذي كان يعتمد على قتل جزء من الحضنة لمراقبة رد فعل النحل.

وركزت الدراسة على تجريب UBeeO في ثلاث مناطق مختلفة: فيرمونت ونورث كارولينا في الولايات المتحدة، وأستراليا، بهدف تقييم فعاليته في بيئات مناخية متنوعة، حيث تم اعتماد مقياس يعرف بـ”نسبة الخلايا المضطربة”، وهي الخلايا التي يتفاعل معها النحل بعد رش الفيرمونات، حيث دلت النسب المرتفعة على مقاومة أكبر.

وأوضحت الباحثة كايرا واغنر، المشاركة في الدراسة من جامعة نورث كارولينا، أن الاستجابة تختلف حسب نوع المرض؛ ففي حالة مرض chalkbrood، كانت استجابة بنسبة 13% كافية للدلالة على مقاومة جيدة، أما لمواجهة حشرة الفاروا، فكانت هناك حاجة لاستجابة بنسبة تتراوح بين 55 و60%.

وشرحت واغنر أن حشرة الفاروا تمثل خطرًا كبيرًا، حيث تضع بيضها داخل الخلايا المغطاة بالشمع وتتغذى على العذارى، ما يستوجب تدخلاً سريعًا من العاملات لإزالة الغطاء وقطع دورة حياة الطفيل.

طوّرت واغنر اختبار UBeeO خلال أبحاث الدكتوراه، وأسست لاحقا شركة لتسويق الأداة التي أصبحت متاحة تجاريا منذ سنة 2024، وتم استخدامها بالفعل في أكثر من عشر دول.

ومن جهتها، شددت سامانثا ألجر، مديرة مختبر النحل في جامعة فيرمونت والباحثة الرئيسية في الدراسة، على أن وجود نحل قادر على معالجة أمراضه ذاتيا يعد أفضل من الاعتماد على العلاجات الكيميائية، التي قد تخلف آثارا سلبية على صحة النحل والنظم البيئية المحيطة.

أوضحت ألجر أن الخسائر الكبيرة في أعداد النحل تعوّض جزئيًا من خلال قدرة المربين على إنتاج طوائف جديدة، إلا أن ذلك يتم على حساب الوقت والموارد، وقد يشكل خطرا على الملقحات البرية نتيجة انتقال مسببات الأمراض من النحل المدار إلى البري.

وأكدت ألجر أن تربية طوائف قوية ومقاومة تعد حلا طويل الأمد، وتبرز أهمية التعرف على “السلوك الصحي”، وهو قدرة النحل على التعرف على الحضنة المصابة والتخلص منها قبل أن تنشر المرض.

وأشارت ألجر إلى أن UBeeO كان معروفا سابقا بقدرته على رصد مقاومة الفاروا، لكن الدراسة الجديدة أثبتت أنه يمكن أن يستخدم للكشف عن مقاومة لأمراض أخرى لم تدرس سابقا.

وكشفت النتائج أيضا أن UBeeO قادر على الإشارة إلى مقاومة Vairimorpha، وهو مرض يصيب النحل البالغ، مما يفتح الباب أمام مزيد من الأبحاث لفهم العلاقة بين السلوك الصحي ومستوى العدوى في المستعمرة.

واختتمت ألجر حديثها بالتأكيد على أن ما يفعله النحل لمواجهة Vairimorpha لا يزال غير مفهوم كليا، مشيرة إلى أن هناك على الأرجح سلوكيات صحية إضافية لم تكتشف بعد.

المصدر University of Vermont
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق