نبه خبراء المناخ الأمميون، بمناسبة اليوم العالمي للأنهار الجليدية، الذي احتُفل به للمرة الأولى هذه السنة تزامنا مع اليوم العالمي للمياه، الذي تحييه الأمم المتحدة هذه السنة تحت شعار الحفاظ على الأنهار الجليدية، إلى أن الأنهار الجليدية تواجه خطرا وجوديا كبيرا.
وأبرز خبراء المناخ، أنه إذا ما استمرت الأنهار في الذوبان بالوتيرة الحالية، فلن تتمكن من الصمود خلال القرن الحادي والعشرين، مما يهدد حياة مئات الملايين من البشر الذين يعتمدون على هذه الأنهار كمصدر رئيسي للمياه.
وتمثل الأنهار الجليدية، إلى جانب الصفائح الجليدية في غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية، حوالي 70 بالمائة من احتياطيات المياه العذبة في العالم، وهي مؤشرات صارخة لتغير المناخ لأنها عادة ما تحتفظ بالحجم نفسه في المناخ المستقر.
وفي هذا السياق، قالت سولاجنا ميشرا، المسؤولة في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إن هذه الصفائح الجليدية أصبحت تواجه خطر الذوبان بسرعة غير مسبوقة بسبب التغيرات المناخية التي يسببها الإنسان، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة والاحتباس الحراري.
وأضافت سولاجنا أن الأنهار الجليدية في الدول الاسكندنافية وأرخبيل سفالبارد النرويجي وشمال آسيا، شهدت في العام الماضي أكبر خسارة سنوية في الكتلة الإجمالية للجليد على الإطلاق، والذي يحدده علماء الجليد عن طريق قياس كمية الثلج التي تسقط عليه وكمية الذوبان التي تحدث سنويا.
ونبهت المتحدثة إلى الخطر المحدق بسبل عيش أكثر من 120 مليون مزارع، بسبب فقدان الأنهار الجليدية في سلسلة جبال هندو كوش والتي يطلق عليها لقب القطب الثالث بسبب موارد المياه الهائلة التي تختزنها، والتي يبلغ طولها 500 ميل، والواقعة في جبال الهيمالايا الغربية وتمتد من أفغانستان إلى باكستان.
وحذرت الأمم المتحدة سنة 2022 في دراسة لها، شملت 18600 نهر جليدي تبلغ مساحتها 66 الف كيلومتر مربع، موزعة على 50 موقعا، إلى أن ثلث الأنهار الجليدية التي تصنفها اليونسكو ضمن التراث العالمي ستختفي بحلول سنة 2050، ونحو 50% من الأنهار الجليدية يمكن أن تختفي بالكامل تقريباً بحلول سنة 2100، بسبب التغيرات المناخية، وفي حال ما بقيت الانبعاثات مستمرة بهذه الوثيرة.
ويهدف اليوم العالمي للأنهار الجليدية، الذي يوافق 21 مارس، إلى زيادة الوعي بالدور الحيوي الذي تلعبه الأنهار المجمدة الضخمة من الثلج والجليد في النظام المناخي.
يذكر أن الأنهار الجليدية تعد مصدرا رئيسيا للمياه العذبة، وتوجد في العديد من المناطق حول العالم، وتقدر بحوالي 200 ألف نهر جليدي في العالم. وتوجد 99٪ منها في القطب الشمالي والقطب الجنوبي، ومعظمها في قارة أنتراكتيكا.
