انطلقت رسميا يوم أمس الإثنين 03 مارس 2025، عمليات الحفر الخاصة بالبئر الاستكشافي MOU-5، الذي تشرف عليه شركة “بريداتور أويل آند غاز” في إقليم كرسيف، وذلك بعد تأجيل دام عدة أيام عن الموعد المقرر سابقا في 25 فبراير.
وتشكل هذه العملية خطوة محورية ضمن جهود الشركة لتحديد احتياطيات الغاز الطبيعي في المنطقة، التي تتميز بموقع استراتيجي بين حقل تندرارة وحقول الغاز الواقعة في غرب المغرب.
وتغطي رخصة التنقيب الممنوحة للشركة مساحة شاسعة تقدر بـ7,269 كيلومترا مربعا، حيث تركز أعمال الحفر على استكشاف تكوين جيولوجي من العصر الجوراسي لم يستغل بعد، وسط تقديرات تشير إلى إمكانية احتوائه على احتياطيات تتراوح بين 4.8 و18 مليار متر مكعب من الغاز.
وأكدت أعمال الحفر صحة هذه التقديرات، حيث يؤدي ذلك إلى تحول كبير في خارطة إمدادات الطاقة بالمغرب، مما يعزز قدرته على تحقيق اكتفاء ذاتي جزئي في مجال الغاز الطبيعي.
وتمت تعبئة أكثر من 100 مهندس وتقني للإشراف على عمليات الحفر، التي يتوقع أن تستمر لمدة 12 يوما، وقد جرى الانتهاء من تهيئة موقع الحفر، إلى جانب شحن المنصة المخصصة لهذه المهمة، لضمان تنفيذ الأشغال بسلاسة ودقة.
ويتميز المشروع بقربه من أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي، الذي يبعد مسافة 2.5 كيلومتر فقط عن موقع الحفر، وهو ما يسهل عملية ربط أي اكتشاف جديد بشبكة الغاز الوطنية، دون الحاجة إلى استثمارات ضخمة في البنية التحتية للنقل والتوزيع.
وكشف بول غريفيثس، المدير التنفيذي للشركة، أن هذا المشروع يمثل فرصة استثنائية لتعزيز السيادة الطاقية للمغرب، مشددا على أن شركته تسعى إلى بناء مشروع متكامل من الصفر دون الاعتماد على اكتشافات سابقة.
وأفاد المتحدث نفسه، أن المغرب يستعد لإطلاق إنتاج الغاز في حقل تندرارة نهاية سنة 2025، حيث يتوقع أن يبدأ الإنتاج بقدرة 100 مليون متر مكعب سنويا، على أن يرتفع إلى 400 مليون متر مكعب في المرحلة الثانية من المشروع، مضيفا أنه إذا تكللت عمليات الحفر في كرسيف بالنجاح، سيمثل ذلك إضافة نوعية إلى خارطة الطاقة الوطنية، مما يعزز مكانة المغرب كلاعب رئيسي في سوق الغاز الإقليمي، ويفتح آفاقا جديدة للاستثمار في قطاع الطاقة.
