حاميد حليم يكتب .. علاقة إنتاج السمك و الجفاف بين الذين يعلمون و الذين لا يعلمون

ECO1725 يناير 2025
حاميد حليم يكتب .. علاقة إنتاج السمك و الجفاف بين الذين يعلمون و الذين لا يعلمون
 حاميد حليم- مستشار في الإعلام البحري و التواصل، عضو المرصد الإعلامي للصيد المستدام بإفريقيا.

خلف تصريح وزير الفلاحة و الصيد البحري و التنمية القروية و المياه و الغابات  أحمد البواري، خلال جلسة البرلمان ليوم الاثنين 20 يناير 2025، بخصوص ربط تراجع الإنتاج السمكي بتاثير الجفاف، حالة من الاستهجان لدى الرأي العام و أصبح مادة إعلامية ساخرة تتناقله المنابر الوطنية و القنوات الدولية.

والحال، أن ما صرح به الوزير بواري ليس بجديد على الخبراء في الشأن البحري و المناخي و البيئي، وعامل طبيعي ومؤثر في حالة المخزون، حيث إن الجفاف وقلة التساقطات تحول دون وصول الفيضانات نحو السواحل، والتي تخلق بيئة غنية بالمواد العضوية و منطقة جذب للاسماك.

رد فعل الشارع و معه الإعلام الوطني و الشعبوي يعبر عن حالة إفلاس وجهل عميق بالقضايا الكبرى التي يعيشها المغرب، ومنها تأثر قطاع الصيد البحري بالتغيرات المناخية، و تداعياته على النسيج الاقتصادي و أنشطة الصيد، و كذا على الوضعية السوسيو اقتصادية لمجتمعات الصيد.
السؤال عن ارتفاع أسعار السردين و احتراق جيوب المواطنين بارتفاع أسعاره سؤال جاهز، يتم إخراجه دوما في فصل الشتاء، و الحال إن هذه الفترة تتميز بسوء الأحوال الجوية التي تمنع خروج أسطول الصيد، و بالتالي تراجع الإنتاج، و بالتسلسل قلة العرض و ارتفاع في الطلب تستفيد منه بعض خطوط الإنتاج بمناطق أخرى ،حيث إن حالة الطقس ليست نفسها على طول السواحل المغربية.
عامل الجفاف و التقلبات المناخية و سوء الأحوال الجوية و الإحترار المحيطات هي عوامل تؤثر على الحياة البحرية ، حيث ان أي ارتفاع درجة حرارة البحر يؤثر على الوسط الحيوي لصنف السردين.

وبما أن السردين يقع في أدنى سلسلة الغذاء، فإن باقي الأصناف التي تعتمد في غذائها على السردين تقل أو تختفي هي الأخرى، ما يفسر تراجع المخزون لعدد من الأصناف الأخرى و يقل معها العرض و يرتفع الطلب ومعه ترتفع الأسعار.

ما يجهله الراي العام الوطني، هو أن قطاع الصيد البحري أغلق نشاط الصيد بأهم المصايد في تدبير قيصري من أجل المحافظة على المخزون و إنعاشه و لو على حساب الوضعية السوسيو اقتصادية للصيادين، و هذا هو الملف الواجب فتح نقاش عمومي حوله، غير أن البطنة تذهب الفطنة، فما يهم البرلماني و المواطن هو وصول السمك إلى معدته، ولا يهم الجهة التي خاطرت بحياتها و استثماراتها حتى يصل المائدة.

جواب الوزير خلال جلسة البرلمان، ليوم 20 يناير 2025، كان جوابا تقنيا و ليس جوابا سياسيا، فقطاع الصيد البحري هو قطاع تقني يخضع للمنطق العلمي (البيئة، البحث العلمي، الرصد الجوي، علوم المحيطات…) ويشرف عليه أطر و خبراء. فيما الرد الساخر لبعض الجهات وبعض المنابر الإعلامية، يعكس للأسف حالة إفلاس و جهل عميق بقطاع الصيد البحري و القضايا المناخية، ويضعها محل سخرية أمام فضيلة العلماء و الخبراء حيث “لا يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون”، و يسئ تقدير الكفاءات الوطنية بقطاع الصيد البحري و البحث العلمي التي تدبر القطاع، و التي أشرفت على صياغة الرد الذي تلاه الوزير أمام ممثلي الامة.

المصدر موقع المغرب الأزرق
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق