جزيرة سومطرة..التراث الطهوي تحت رحمة عوامل بشرية وطبيعية

ECO1729 مارس 2025
جزيرة سومطرة..التراث الطهوي تحت رحمة عوامل بشرية وطبيعية

يواجه التراث الطهوي لمدينة باليمبانج في جنوب سومطرة تهديدا متزايدا بسبب التغيرات البيئية التي طرأت على حوض نهر موسي. وتظهر الأبحاث، بحسب ما أوردته جريدة مونغاباي، أن التحولات في المشهد الطبيعي تؤثر بشكل مباشر على الأمن الغذائي في دلتا النهر، حيث تقل أعداد الأسماك المتاحة، مما يؤثر على توفر البروتين لسكان المدينة.

ارتفاع أسعار الأسماك خلال رمضان
تعتمد مطاعم بيمبك التقليدية في باليمبانج على أسماك الأفعى(تشانا سترياتا)، وهي نوع من الأسماك المفترسة التي تعيش في المياه العذبة، لصنع كعكات السمك الشهيرة. ومع حلول شهر رمضان، يتزايد الطلب على هذه الأطباق، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ.

وتعاني المدينة من تفاقم مشاكل الترسبات في نهر موسي، مما يهدد بقاء هذه الأسماك ويجعل الصيد أكثر صعوبة. وتظهر بيانات الحكومة المحلية أن المدينة تستهلك يوميا حوالي طنين من أسماك رأس الأفعى، إلا أن موسم الأمطار يؤدي إلى استيراد كميات إضافية من مناطق أخرى لتعويض النقص. ومع ارتفاع الطلب خلال رمضان، تشهد أسعار الأسماك ارتفاعا كبيرا، مما يجعل بعض الأطباق التقليدية أقل توفرا لعامة السكان.

كما تشير الأبحاث إلى أن الصيد الجائر والتلوث وتحويل الأراضي يساهم في انخفاض أعداد أسماك رأس الأفعى، مما يشكل خطرا على استمرار التراث الطهوي للمدينة. وعلى الرغم من الجهود الحكومية لتربية هذه الأسماك في مزارع مائية، إلا أن الخبراء يحذرون من أن التلوث الناتج عن هذه المزارع قد يؤثر سلبا على جودة المياه، كما حدث في بحيرة مانينجاو في غرب سومطرة.

استغلال مفرط للأراضي الرطبة
تعاني المناطق الرطبة حول نهر موسي من الاستغلال المفرط، حيث تم تحويل جزء كبير من الغابات القديمة إلى أراض زراعية ومناطق صناعية. وأظهرت البيانات أن ما يقارب ثلث الأراضي الرطبة في المنطقة قد تم تخصيصها لمشاريع الاستخراج والزراعة الأحادية، الشيء الذي يؤدي إلى تفاقم تدهور النظام البيئي.

وتجدر الإشارة، إلى أن سكان جنوب سومطرة يعتمدون على هذه الأراضي الرطبة كمصدر رئيسي للغذاء منذ قرون، إلا أن إزالة الغابات وتوسع المشاريع الصناعية تؤدي إلى تدهور الموائل الطبيعية للأسماك والنباتات التقليدية المستخدمة في الطهي. وفي السنوات الأخيرة، ازدادت صعوبة الحصول على دقيق الساغو المستخدم في تحضير الأطباق المحلية، مما دفع الطهاة إلى استبداله بدقيق التابيوكا الأرخص سعرا.

مستقبل المطبخ التقليدي في خطر

تواجه مدينة باليمبانج تحديا كبيرا في الحفاظ على هويتها الطهوية وسط التغيرات البيئية المتسارعة، حيث، إذا ما استمرت هذه التغيرات دون تدخل فعال، فقد يصبح من الصعب الحفاظ على الأطباق التقليدية التي كانت جزءا من ثقافة المدينة لعدة قرون. كما يؤكد الخبراء أن حماية الأراضي الرطبة وإدارة الموارد الطبيعية بشكل مستدام هما السبيل الوحيد لضمان استمرار هذا التراث الطهوي الفريد.

المصدر عن بوابة مونگاباي - بتصرف
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق