أصدر الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، في تقريره ليوم 28 أكتوبر الحالي، تحديثا للقائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض، كشف فيه أن 38% من أنواع الأشجار في العالم مهددة بالانقراض، وذلك وفقا لأول تقييم عالمي للأشجار. ويضيف التحديث أن من بين 47.282 نوعا التي تم تقييمها، هناك 16.425 نوعا مهددا بالانقراض، مما يعكس تدهورا متسارعا في حالة العديد من الأنواع الحيوية للنظم البيئية. وتعد هذه الدراسة علامة فارقة، حيث تقدم أول نظرة شاملة على حالة الأشجار عالميًا، وضرورة الحفاظ على تنوعها لدعم النظم البيئية وحياة الملايين من البشر الذين يعتمدون عليها.
وتبرز الأشجار كمكونات أساسية للنظم البيئية، إذ تساهم في دورات الكربون والماء والمغذيات، وتلعب دورا رئيسيا في تكوين التربة وتنظيم المناخ. كما يعتمد البشر على نحو 5000 نوع من الأشجار لتوفير الأخشاب المستخدمة في البناء، وحوالي 2000 نوع كمصدر للغذاء، والأدوية، والوقود. وقد تمثل هذه الأنواع تهديدا مضاعفا؛ فبدون الأشجار، تفقد العديد من الكائنات الأخرى التي تعتمد على الغابات موائلها، مما يؤدي إلى انقراض متسلسل يطال مئات الأنواع الأخرى.
ويظهر التقرير أن تهديدات الأشجار تتركز بشكل خاص في المناطق الجزرية؛ حيث تواجه هذه الأشجار مخاطر إضافية نتيجة للتوسع الحضري، والزراعة، والأنواع الغازية، وتغير المناخ. يشمل ذلك ارتفاع مستويات البحر، وتزايد شدة العواصف، مما يجعل الحاجة إلى خطط للحفاظ على هذه الأشجار أكثر إلحاحا. ففي أمريكا الجنوبية، التي تعتبر موطنا لأكبر تنوع للأشجار، تم تقييم 13.668 نوعا، منها 3,356 نوعا مهددا بالانقراض، كما أن إزالة الغابات لأغراض الزراعة وتربية الماشية تتسبب في تهديد كبير للأشجار في المنطقة.
أما على مستوى الأنواع الأخرى، فقد شهد القنفذ الأوروبي تحولا في تصنيفه من “أقل الأنواع إثارة للقلق” إلى “شبه مهدد بالانقراض“، حيث انخفضت أعداده بشكل ملحوظ في عدد من البلدان الأوروبية مثل ألمانيا وبلجيكا والنرويج. ويتعرض القنفذ لضغوطات متزايدة من جراء التوسع الزراعي والتحضر، مما يؤثر على موائله الطبيعية.
وفي ظل تزايد التهديدات التي تواجه الأشجار، يوجه التقرير دعوة ملحة للعمل الدولي والمحلي لتكثيف جهود الحفظ، وتعزيز استعادة الموائل المتضررة، وإيجاد حلول شاملة لإعادة التشجير تراعي التنوع البيولوجي. ويأمل الخبراء أن يحفز هذا التقرير الحكومات والمؤسسات البيئية لاتخاذ خطوات فورية وملموسة لمواجهة أزمة الانقراض البيولوجي وتغير المناخ، مما يضمن استدامة النظم البيئية والحفاظ على الموارد الطبيعية الحيوية للأجيال القادمة.