الولايات المتحدة تجيز أول فحص دم لتشخيص الزهايمر.. خطوة ثورية لمحاربة المرض

أعلنت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، أمس الجمعة 16 ماي الجاري، عن إجازة أول فحص دم في العالم قادر على تشخيص مرض الزهايمر، في خطوة توصف بـالثورية لمكافحة هذا المرض العصبي التنكسي الذي يصيب ملايين الأشخاص عالميا.

ويأتي القرار بعد سنوات من الأبحاث المكثفة، ليحدث تحولا جذريا في طريقة كشف المرض، التي كانت تعتمد سابقا على فحوصات مكلفة أو غازية مثل البزل النخاعي أو التصوير المقطعي.

الفحص الجديد أسرع وبتكلفة أقل
يحمل الفحص المطور من قبل شركة كوينتريكس Quanterix، اسم سيموا Simoa، ويعتمد على تحليل عينة دم بسيطة للكشف عن بروتينات تاو Tau وأميلويد بيتا Amyloid Beta المرتبطة بتراكمات الدماغ المسببة للزهايمر. وتظهر النتائج دقة تصل إلى 94%، وفقا لدراسات سريرية شارك فيها آلاف المرضى.

وقالت الدكتورة جانيت وودكوك، مفوضة الهيئة: “هذه الإجازة تعتبر نقلة نوعية تسمح بتشخيص مبكر، وتمهيد الطريق لعلاجات أكثر فاعلية”.

من العلاج المتأخر إلى التدخل المبكر
حتى الآن، كان تشخيص الزهايمر يتطلب فحوصات معقدة، مثل:
1. البزل النخاعي: سحب عينة من السائل النخاعي عبر إبرة في الظهر.
2. التصوير المقطعي PET: فحص مكلف وغير متاح على نطاق واسع.

لكن الفحص الجديد سيتيح:
– نتائج خلال ساعات بدلا من أيام.
– تكلفة تقل عن 500 دولار، مقارنة بآلاف الدولارات للفحوصات التقليدية.
– إمكانية إجرائه في العيادات المحلية دون حاجة إلى مراكز متخصصة.

أمل للمرضى والعائلات
رحب اتحاد الزهايمر الدولي بالقرار، معتبرا إياه “انتصارا للعلم”. وقالت ماريا كاريلو، رئيسة الاتحاد: “الفحص سيساعد العائلات على التخطيط مبكرا، ويسرع اختبار الأدوية الجديدة”.

وأوضح الدكتور راندال باتيسون، عالم الأعصاب بجامعة هارفارد بأن “الوصول المبكر للعلاجات مثل “ليكانيماب” سيكون أسهل، ما قد يبطئ تدهور الذاكرة بنسبة تصل إلى 27%.

تحديات مستقبلية
رغم التفاؤل، يحذر خبراء من تحديات، مثل ضمان وصول الفحص للمناطق النائية، تدريب الأطباء على تفسير النتائج بدقة، والتكلفة التي قد لا تغطيها بعض شركات التأمين.

ماذا بعد؟
من المتوقع أن يصل الفحص إلى الأسواق الأمريكية خلال أشهر، بينما تعمل شركات أخرى مثل روش وإيلي ليلي على تطوير فحوصات مماثلة. ويعتقد أن الاعتماد الواسع لهذه التقنية سيقلص عدد غير المشخصين بالمرض، الذين يقدرون بنحو 75% من الحالات حاليا.

تدخل الولايات المتحدة، بهذا القرار،  عصرا جديدا في مواجهة الزهايمر، مرض القرن الحادي والعشرين، الذي يصيب 6.7 مليون أمريكي، ويتسبب بخسائر اقتصادية تزيد عن 300 مليار دولار سنويا.