الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية بالمغرب.. رؤية استراتيجية لتعزيز الأمن الطرقي

ECO1719 فبراير 2025
الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية بالمغرب.. رؤية استراتيجية لتعزيز الأمن الطرقي

تمثل السلامة الطرقية في المغرب إحدى الأولويات الوطنية نظرا لما تخلفه حوادث السير من خسائر بشرية واقتصادية جسيمة. وفي هذا السياق، تم إحداث الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية (نارسا – NARSA) كإطار مؤسساتي جديد يعزز الجهود المبذولة في مجال الوقاية من حوادث السير وتحسين منظومة السلامة الطرقية في المملكة.

 

تم إنشاء الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية بموجب القانون رقم 103.14، الصادر في نونبر 2019، لتحل محل اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، مما ساهم في تجميع مختلف المهام المتعلقة بالسلامة الطرقية ضمن مؤسسة واحدة أكثر كفاءة.

تتمثل الأهداف الرئيسية للوكالة في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للسلامة الطرقية (2017-2026)، وتعزيز الوعي المجتمعي حول مخاطر الطريق وأهمية احترام قوانين السير، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين في ما يتعلق برخص السياقة، الفحص التقني، وتسجيل المركبات. بالإضافة إلى ذلك، تدعم الوكالة البحث العلمي والتكنولوجي في مجال السلامة المرورية، وتتعاون مع الشركاء الوطنيين والدوليين لتطوير ممارسات حديثة في مجال الوقاية الطرقية.

تلعب الوكالة دورا محوريا في تحسين إدارة النظام الطرقي من خلال تنفيذ برامج وقائية ومشاريع بنية تحتية تدعم السلامة المرورية. كما تنظم دورات تكوينية وتحسيسية لمختلف الفئات، بما فيها السائقين، التلاميذ، والشركات الناقلة. تتولى الوكالة مسؤوليات رئيسية، منها منح وتجديد رخص السياقة وفق معايير أكثر صرامة، ومراقبة الفحص التقني للمركبات لضمان مطابقتها لمعايير السلامة، وتعزيز التكوين المستمر لسائقي المركبات المهنية، ومواكبة تطور البنية التحتية وتوفير وسائل أكثر أمانا على الطرقات، وتنظيم حملات تحسيسية دورية موجهة لمستعملي الطريق.

تعمل المؤسسة بتنسيق وثيق مع عدة مؤسسات حكومية وغير حكومية لضمان تحقيق أهدافها. ومن بين شركائها الأساسيين، وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، التي تضع السياسات العامة وتنفذ المشاريع الطرقية، والمديرية العامة للأمن الوطني والدرك الملكي، التي تتولى تطبيق قوانين السير وضبط المخالفات، ووزارة التربية الوطنية، التي تساهم في نشر ثقافة السلامة الطرقية في المؤسسات التعليمية. كما تتعاون الوكالة مع الفاعلين الاقتصاديين والخواص، كشركات النقل والتأمين، التي تلعب دورا في تمويل وتنفيذ بعض البرامج الوقائية، بالإضافة إلى المجتمع المدني والجمعيات المتخصصة، التي تساهم في التوعية والتحسيس والتكوين.

أطلقت نارسا عدة مشاريع استراتيجية تهدف إلى تحسين مستوى السلامة الطرقية. ومن بين هذه المشاريع الرقمنة الشاملة للخدمات، حيث تم تطوير منصات إلكترونية لاستخراج وتجديد رخص السياقة وتسجيل المركبات، وتعزيز معايير الفحص التقني لضمان سلامة العربات المتنقلة، وإطلاق حملات توعية وطنية، مثل حملة لنكن يقظين، التي تهدف إلى خفض نسبة الحوادث القاتلة، وتطوير برامج التكوين المهني للسائقين، خصوصا في قطاع النقل العمومي والبضائع. أما المشاريع المستقبلية، فتشمل إحداث أنظمة ذكية لمراقبة الطرقات عبر الكاميرات والرادارات الحديثة، وتعزيز البنية التحتية الخاصة بالمشاة والدراجات لتقليل نسبة الحوادث، وإدراج تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات الحوادث ووضع خطط استباقية، والعمل على تطوير أسطول النقل العمومي لضمان بدائل آمنة ومستدامة.

تعتبر نارسا حجر الزاوية في تطوير منظومة السلامة الطرقية بالمغرب، حيث تضطلع بدور محوري في الحد من مخاطر الطريق وتحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للسلامة الطرقية. ومع استمرار جهودها في تحسين البنية التحتية، وتطوير التكوين، وتكثيف التوعية، تبقى هذه الوكالة رافعة أساسية لضمان طرق أكثر أمانا لمستعمليها، وتقليل الآثار السلبية لحوادث السير على المجتمع والاقتصاد المغربي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق