يشير تقرير السياحة الزراعية المستدامة: فرصة لتحويل النظم الزراعية والغذائية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة FAO حول سنة 2024، إلى أن السياحة الزراعية المستدامة يمكن أن تكون أداة فعالة في تحويل النظم الزراعية والغذائية نحو مزيد من المرونة والاستدامة. فمن خلال دمج السياحة بالأنشطة الزراعية، يمكن تحقيق فوائد بيئية واقتصادية واجتماعية، مما يدعم التنمية القروية ويعزز استدامة الموارد الطبيعية.
الفوائد البيئية والاقتصادية والاجتماعية:
وفقا للتقرير، تساهم السياحة الزراعية في تحسين الاستدامة البيئية من خلال دعم الإنتاج العضوي، وتقليل استهلاك الموارد، والحفاظ على التنوع البيولوجي. كما تشجع على تبني ممارسات زراعية مسؤولة تقلل من التأثير البيئي وتعزز الاستخدام المستدام للأراضي والمياه والطاقة.
ويبرز التقرير، من الناحية الاقتصادية، أن السياحة الزراعية توفر فرصا جديدة للمزارعين ورواد الأعمال القرويين، من خلال تعزيز سلاسل الإمداد المحلية، ودعم المنتجات التقليدية، وزيادة الدخل في المجتمعات القروية. كما أنها تحفز الاستثمارات في البنية التحتية وتساهم في تطوير نماذج أعمال مبتكرة تجمع بين الزراعة والخدمات السياحية.
أما على المستوى الاجتماعي، فيوضح التقرير بأن السياحة الزراعية تعزز التواصل بين سكان المدن والمناطق الريفية، مما يزيد من الوعي بأهمية الغذاء المستدام والثقافة الزراعية المحلية. كما أنها تلعب دورًا مهمًا في تمكين المرأة والشباب، من خلال خلق فرص عمل جديدة وتحسين فرصهم في سوق الشغل.
التحديات وآفاق المستقبل
رغم الفوائد الكبيرة التي أبرزها التقرير، إلا أن السياحة الزراعية تواجه تحديات عدة، من بينها الحاجة إلى سياسات تنظيمية متكاملة تجمع بين الزراعة والسياحة، وضمان استثمارات مستدامة في التعليم والتدريب لرفع كفاءة العاملين في هذا المجال. كما يشير التقرير إلى أهمية البحث العلمي والابتكار في تعزيز استدامة هذا القطاع وضمان تحقيق أقصى استفادة منه.
ومن خلال ما سبق يتضح أن التقرير يؤكد على أن هذا النموذج يمكن أن يكون محركا رئيسيا للتحول نحو نظم زراعية وغذائية أكثر استدامة. ولتحقيق ذلك، يجب على الحكومات، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، العمل معا على تطوير سياسات داعمة، وتعزيز الاستثمارات، وتمكين المجتمعات الريفية لضمان نجاح واستدامة هذا القطاع الواعد.