أكد الأستاذ المحجوب الهيبة، الخبير الأممي أن التنمية المستدامة أصبحت مفهوما مستهلكا ومدمجا في العديد من الاتفاقيات الدولية والاقليمية والوطنية، لكن إدماجها في السياسات العمومية الوطنية عالميا أو في المغرب لم يتم بالشكل المطلوب.
وأثار الهيبة، خلال اللقاء الذي نظمته جمعية منتدى المواطنة بشراكة مع جهة الدار البيضاء ـ سطات ومؤسسة فريديريش نومان السبت الأخير بعنوان “التأهيل البيئي لمدينة الدار البيضاء وتنمية الطاقات الحضرية البديلة”، إشكالية حماية الحقوق البيئية للمواطنين والمواطنات وتحقيق الأمن، معتبرا أن الإطار السليم والآمن للعيش هو كيفية ضمان التقاطع ما بين الأمن البيئي والأمن بشكل عام أي ضمان عيش المواطنين والمواطنات في أمن وسلام في أوساط عيشهم، مع الحفاظ على المعطيات و العناصر البيئية الضرورية لعيشهم الكريم.
كما تطرق الهيبة خلال اللقاء الذي احتضنته قاعة الندوات بمقاطعة الصخور السوداء، للحركية المستدامة، التي تعني تسهيل الوصول للخدمات وفضاءات العمل و المرافق الصحية والتعليمية والترفيهية بوسائل نقل نظيفة، استدل بمثال “ترامواي البيضاء” الذي حقق نجاحا بالعاصمة الاقتصادية، مشددا على ضرورة التحكم في هذا النقل المستدام وضمان استفادة كافة المواطنين والمواطنات من خدماته، مع تعميم التجربة في باقي مدن المغرب.
ومن جهة أخرى، دعا الخبير البيئي، إلى النهوض بالطاقات المتجددة، واصفا المغرب بالمحظوظ جغرافيا ومناخيا نظرا لتوفره على مؤهلات طاقية مهمة تتمثل في الطاقة الشمسية والطاقة الريحية التي يجب استغلالها بالشكل الذي يضمن استعمالها في مختلف الخدمات بالمناطق الحضرية و بشكل مستدام، حسب تعبيره.
كما تطرق في نقطة أخرى، إلى التنمية المستدامة للأحياء والعدالة المناخية، وذكر هنا بأن المغرب قطع أشواطا كبيرة في تبني التنمية المستدامة وطنيا، غير أن التنزيل الحقيقي لأبعاد وأهداف التنمية المستدامة يبتدئ من الأحياء و بإشراك المجتمع المدني في ذلك .
أما عواطف حيار، وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، فعبرت عن سعادتها بالحضور لأشغال هذا اللقاء الذي يكرم الأستاذ المحجوب الهيبة لكونه من الأشخاص الذين ساهموا في الارتقاء بالمنظومة الحقوقية ببلادنا وتمثيل المغرب أحسن تمثيل دوليا، معربة عن امتنانها لمشاركتها في مجموعة من البرامج و إعداد مجموعة من التقارير رفقته.
و نوهت الوزيرة، تفاعلا مع موضوع اللقاء، بدور المجتمع المدني في وضع اللبنات الأساسية للنهوض بالمدن المستدامة ايضا أكدت على ضرورة الربط بين المدن المستدامة والمواطنة الحضرية وجعلها موضوعا أساسيا للحملة الترافعية التي تقودها جمعية منتدى المواطنة مثال يحتذى به في صفوف المجتمع المدني.
وختمت المسؤولة الحكومية كلمتها قائلة:”حياة الإنسان ورفاهه وعيشه الكريم مرتبط بالتغيرات المناخية، والنضال من أجل البيئة ليس هو نضال من أجل مكوناتها و عناصرها الطبيعية، بل هو نضال من أجل الإنسانية ومن أجل مستقبل مشرق يحترم حقوق الإنسان وحق الإنسان في العيش في بيئة نظيفة وسليمة..”
يشار إلى أن اللقاء حضره أيضا مجموعة من الأساتذة والخبراء في التنمية المستدامة والحقوق البيئية والمواطنة الحضرية، وأطر جمعيات ونشطاء المجتمع المدني وممثلي السلطات العمومية والمندوبيات الوزارية والمجالس المنتخبة وعدد من الباحثين في المجال للاحتفاء بالأستاذ المحجوب الهيبة من جهة، وهو خبير في اللجنة المعنية بحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة عرفانا له بما قدمه في مسيرته الحقوقية والتعليمية والأكاديمية، واعترافا بمساره الطويل سواء داخل الهيئات التي شغل بها مناصب قيادية، أو من خلال ما راكمه من تجارب داخل وخارج أرض الوطن .
فخورون بك أستاذي الدكتور الهيبة
الله يطول لينا فعمرك و يعطيك فيه البركة.
الدكتور المحجوب الهيبة قامة علمية يجب تكريمه على المستوى الوطني
أنحني احتراما لأستاذي الدكتور المحجوب الهيبة