بين الزحف العمراني والصراع مع الفيلة البرية، تقف قرية سوندار هارايتشا في نيبال عند مفترق طرق، تبحث عن حلول للتعايش السلمي مع الحياة البرية. هل يمكن للسكان المحليين والحياة البرية أن يتعاونوا في سبيل حماية الجميع؟”
تواجه قرية سوندار هارايتش، في مقاطعة كوشي بشرق نيبال، تصاعدا في هجمات الفيلة البرية، مما يثير مخاوف السكان المحليين، حيث فقدت تشاندرا كوماري ليمبو، البالغة من العمر 61 عاما، حياتها أثناء جمعها للحطب بعد تعرضها لهجوم فيل بري. ازداد تكرار هذه الحوادث مع توسع النشاط البشري وإزالة الغابات، مما دفع الفيلة إلى الاقتراب من المناطق السكنية بحثا عن الغذاء والمأوى.
لجأ السكان إلى مدينة حدودية مجاورة في الهند للبحث عن حلول لمشكلة تعايشهم مع الحياة البرية، مستفيدين من تجارب المجتمعات الهندية في إدارة الصراع بين البشر والفيلة. وتشمل هذه الحلول استخدام الأضواء الساطعة، والسياج الكهربائي، ودوريات الحراسة الليلية.
وأكد تقرير نشره موقع مونغبايMongabay أن فقدان الموائل الطبيعية يدفع الفيلة إلى مسارات غير معتادة، مما يزيد من مخاطر المواجهات مع البشر. ودعا الخبراء إلى تنفيذ استراتيجيات مستدامة لحماية كل من السكان والفيلة، مثل إنشاء ممرات بيئية آمنة وتقنيات إنذار مبكر.
كما تبذل السلطات المحلية والمنظمات البيئية جهودا متواصلة للحد من الصراع بين البشر والفيلة في المنطقة. يعمل المسؤولون في نيبال والهند على تنسيق الجهود لتبادل الخبرات حول كيفية التخفيف من هذه المواجهات وتقليل الأضرار الناجمة عنها.
ويساهم السكان كذلك في تطبيق حلول عملية، مثل تركيب الأضواء الكاشفة التي تبعد الفيلة، وإنشاء فرق مراقبة ليلية لتنبيه القرى عند اقتراب الحيوانات. كما يسعى الخبراء إلى تنفيذ مشاريع تهدف إلى إعادة تأهيل الموائل الطبيعية للفيلة، مما قد يساعد في إبقائها بعيدا عن المناطق السكنية.
كما يشير التقرير كذلك، إلى أن هذه المشكلة ليست جديدة، لكنها تزداد تعقيدا مع التوسع العمراني وتغير أنماط استخدام الأراضي. ويؤكد الباحثون أن التعايش السلمي مع الحياة البرية يتطلب نهجا متكاملا يجمع بين حماية البيئة وتعزيز الوعي المحلي، إضافة إلى دعم المجتمعات المتضررة بموارد وتقنيات فعالة لتقليل المخاطر.