تستمر تحذيرات المنظمات والوكالات الإنسانية الدولية، من تفاقم الوضع في السودان جراء الحرب، مشيرة إلى إمكانية وقوع كارثة إنسانية بسبب انعدام الأمن الغذائي، وظاهرة التغيرات المناخية التي تزيد من حدة الأزمة، وما تحمله من تأثيرات طبيعية سلبية كالجفاف وندرة المياه.
وفي هذا الإطار، أفادت ماري-إلين ماكغروارتي ممثلة برنامج الأغذية العالمي والمديرة القطرية في جنوب السودان، من أن ما يقرب من 7.7 مليون شخص في جنوب السودان -أي أكثر من نصف السكان- يواجهون مستويات كارثية من الجوع، واصفة الوضع بأنه من بين الأسوأ منذ استقلال البلاد.
وأشارت ماكغروارتي في تصريح للصحافة بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، إلى تصاعد العنف في منطقة أعالي النيل الكبرى خلال الأسابيع الأخيرة، مؤكدة أن الصراع والانقسامات السياسية والأمنية المتزايدة تضاعف من الوضع الإنساني الصعب واليائس.
وأوضحت المتحدثة أن القتال يدفع الناس والمجتمعات إلى الخروج من ديارهم في أكثر المناطق ضعفا وانعداما للأمن الغذائي، وذلك بالتزامن مع دخول البلاد موسم العجاف السنوي الذي يبلغ فيه الجوع ذروته.
وكشفت المسؤولة الأممية أن 40% من هؤلاء الجياع موجودون في منطقة أعالي النيل الكبرى المتأثرة بتصاعد الصراع، حيث يعاني أكثر من 60% من السكان من انعدام حاد في الأمن الغذائي ولا يستطيعون تأمين وجبة واحدة لعائلاتهم يوميا.
وأكدت ماكغروارتي أن القتال في المنطقة أجبر ما يقرب من 100,000 شخص على الفرار من منازلهم، مما أدى إلى تعليق المساعدة الغذائية الإنسانية الضرورية لدرء الجوع الكارثي خلال موسم العجاف.
ومن جهة أخرى، قالت ماكغروارتي إن برنامج الأغذية العالمي اضطر إلى تعليق عملياته وأصبح غير قادر للوصول إلى أكثر من 213,000 شخص في ست مقاطعات بسبب الصراع، موضحة أن هذه المجتمعات والعائلات أصبحت محاصرة بالفعل في آفة الجوع بسبب تكرار العنف وتغير المناخ وغياب الاستقرار والتنمية في مناطق تعد من بين الأكثر بعدا في البلاد، ويصعب الوصول إليها حتى في الظروف العادية. وبالتالي أصبح من المستحيل على البرنامج الوصول إلى هذه المناطق عبر النهر أو البر، حيث لا توجد طرق أو وسائل نقل مناسبة.
يذكر أن لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أعلنت في تقرير لها سنة 2024، عن تفشي المجاعة في خمس مناطق في السودان، متوقعة أن تواجه خمس مناطق إضافية المجاعة بين دجنبر 2024 وماي 2025.
وفي السياق ذاته، حذرت ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة وهي منظمة الأغذية والزراعة FAO، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة UNICEF، وبرنامج الأغذية العالمي، في يونيو 2024، من التدهور السريع في أوضاع الشعب السوداني، وخصوصا الأطفال، مع انهيار الأمن الغذائي جراء الحرب التي تعصف بالبلاد منذ سنتين تقريبا.