كشفت دراسة حديثة، منشورة في مجلة نايتشر Nature أن أول من سكن الصحراء الكبرى كانوا ينتمون إلى مجموعة بشرية فريدة ومعزولة جينيا، لا تربطها صلات وراثية واضحة بسكان إفريقيا جنوب الصحراء أو أوروبا أو المشرق في تلك الفترة.
جاء هذا الاكتشاف بعد تحليل الحمض النووي لرفات امرأتين، أظهر تسلسل أحد أسنانهما أنهما عاشتا قبل حوالي 7.000 سنة في منطقة تاكاركوري Takarkori، جنوب غرب ليبيا، خلال حقبة عرفت بـالصحراء الخضراء، حين كانت المنطقة مغطاة بالأشجار والمراعي.
ورغم أن هؤلاء السكان تبنوا أنماط حياة رعوية، إلا أنهم لم يختلطوا جينيا بالشعوب المجاورة، وهو ما يشير إلى أن الصحراء الكبرى كانت ممرا للأفكار والتقنيات أكثر من كونها طريقا للهجرات البشرية.
وتسلط هذه النتائج الضوء على تعقيد التفاعل بين الإنسان والبيئة في شمال إفريقيا القديمة، وعلى أثر التغيرات المناخية في إعادة تشكيل التوزيع السكاني آنذاك.