شهد قطاع السكك الحديدية في المغرب خطوة جديدة نحو التنمية المستدامة من خلال إصدار المكتب الوطني للسكك الحديدية (ONCF) سندات خضراء بقيمة 2 مليار درهم مغربي (192 مليون يورو)، بدعم من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD)، الذي استثمر 400 مليون درهم (38.4 مليون يورو) في هذا الإصدار.
يأتي هذا الاستثمار بعد التعاون الأول بين الجانبين سنة 2022، حيث دعم البنك الأوروبي أول إصدار للسندات الخضراء للمكتب الوطني للسكك الحديدية بقيمة مليار درهم مغربي. يعكس هذا التعاون التزام البنك الأوروبي بدعم البنية التحتية المستدامة في المغرب وتعزيز التمويلات الخضراء.
يهدف التمويل الجديد إلى تحديث وتوسيع شبكة السكك الحديدية، خاصة بين الدار البيضاء والقنيطرة، و كهربـة الشبكة واقتناء قطارات جديدة لتقليل الانبعاثات الكربونية، وكذا تحسين معايير السلامة وتطوير النقل المستدام، وإعادة تمويل ديون سابقة للمكتب الوطني للسكك الحديدية، ما يعزز استقراره المالي.
يعتبر البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية أحد المستثمرين الرئيسيين في الاقتصاد المغربي، حيث ضخ أكثر من 5.2 مليار يورو في 110 مشاريع منذ انطلاق عملياته في المغرب سنة 2012. ويظل المستثمر الأجنبي الوحيد في السندات الخضراء للمكتب الوطني للسكك الحديدية، ما يعكس ثقته في مستقبل القطاع والتزامه بتمويل المشاريع المستدامة.
سيساهم هذا التمويل في تعزيز قدرة المغرب على تبني المعايير الدولية في التقارير المالية، مما سيفتح المجال أمام فرص تمويل مستقبلية، مثل الحصول على قروض التنمية المستدامة. كما يعكس هذا التوجه سعي المغرب نحو تحقيق تحول طاقي شامل في قطاع النقل، عبر الاستثمار في بنية تحتية حديثة ومستدامة.