إيطاليا تختار المغرب مركزا إقليميا لتدريب الكفاءات في الطاقة النظيفة: شراكة لتعزيز التنمية المستدامة

ECO179 نوفمبر 2024
إيطاليا تختار المغرب مركزا إقليميا لتدريب الكفاءات في الطاقة النظيفة: شراكة لتعزيز التنمية المستدامة

اختارت الحكومة الإيطالية المغرب مركزا إقليميا لتدريب الكفاءات في مجالات الطاقة المتجددة والبنى التحتية الكهربائية، وذلك في إطار خطة “ماتي” الموجهة لأفريقيا، والتي تهدف إلى تعزيز الشراكات وتنمية المهارات في القارة، وسيوفر المركز الجديد تدريبا متخصصا للخبراء والتقنيين والإداريين في القطاعات الطاقية، لرفع كفاءاتهم وتأهيلهم للانخراط في مشاريع تنموية مستدامة.

قد جاء هذا الإعلان خلال مؤتمر دولي بعنوان “النمو الأخضر في إفريقيا”، بحضور سفارة المغرب في روما وصندوق المناخ الإيطالي، إلى جانب عدد من الشركاء المعنيين بتنفيذ مشاريع خطة “ماتي”، وتهدف الخطة إلى تعزيز ريادة الأعمال والتوظيف في القارة، بالإضافة إلى المساهمة في الحد من تدفقات الهجرة غير النظامية من دول شمال إفريقيا مثل تونس وليبيا والجزائر.

وفي هذا الصدد أشار فابيو ماسيمو باليريني، عضو مكتب المستشار الدبلوماسي لرئاسة الوزراء في روما، إلى أن “إيطاليا تعمل على إنشاء مركز تدريب في المغرب يخدم القارة الإفريقية بأسرها، بالرغم من أن مدة إنجازه قد تستغرق بعض الوقت”. وأكد أن قطاع الطاقة يمثل محورا رئيسيا في خطة “ماتي”، بحيث تم تحقيق تقدم ملحوظ في المشاريع المتعلقة بالطاقة منذ إطلاق هذه الخطة.

وأكد عبد العالي الطاهري، الخبير في الطاقات المتجددة، في السياق نفسه ، ” تصريح ل”هيسبريس” أن اختيار المغرب جاء بناء إلى ما يتمتع به المغرب من بنية تحتية متقدمة وخبرة رائدة في مجالات الطاقة المتجددة والهندسة البيئية، كما أوضح أن “خطة ماتي” التي قدمتها رئيسة الوزراء الإيطالية خلال القمة الأوروبية الإفريقية في روما تتضمن استثمارات تصل إلى 5.5 مليارات يورو، منها 3 مليارات من صندوق المناخ الإيطالي و2.5 مليار من موارد التعاون التنموي.

كما أضاف الطاهري أيضا، أن المغرب يسعى، من خلال هذه الشراكة، إلى تحقيق أهدافه الطموحة لزيادة حصة الطاقات المتجددة في إنتاج الكهرباء إلى 52% بحلول سنة 2030، مما سيوفر أكثر من 50,000 فرصة عمل جديدة في هذا القطاع. بحيث يرى الخبير أن مثل هذه المشاريع المشتركة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، وخاصة إيطاليا، ستسهم في تسريع عملية الانتقال الطاقي، الذي يعتبر كجزء من الإستراتيجية الوطنية للطاقات المتجددة التي أطلقها المغرب تحت إشراف الملك محمد السادس.

ويخلص الطاهري إلى أن إنشاء المركز التدريبي سيساهم في تكوين أطر علمية وتقنية متخصصة، مما يعزز قدرة المغرب على مواجهة تحديات التغير المناخي والانتقال نحو الاعتماد الكامل على الطاقات النظيفة، لتحقيق رؤية البلاد في بناء اقتصاد أخضر ومستدام.

في الأخير يمكن القول أن إنشاء هذا المركز التدريبي يمثل خطوة هامة نحو تعزيز التعاون الإقليمي في مجال الطاقات المتجددة، كما يعكس الالتزام المتبادل بين المغرب وإيطاليا بتطوير قطاع الطاقة المستدامة، فهذا المشروع الطموح لا يساهم فقط في رفع الكفاءات الإفريقية، بل يسهم أيضا في دعم رؤية المغرب نحو مستقبل أخضر مستدام، وهو ما يعزز مكانته كقائد إقليمي في مجال الطاقة النظيفة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق