أعلنت السلطات المغربية عن إنشاء ثقب مائي في سد إدريس الأول بإقليم تاونات، وهو خطوة غير مسبوقة في القارة الإفريقية، تهدف إلى تعزيز إمدادات المياه للمناطق الحضرية لكل من فاس ومكناس.
ويأتي هذا المشروع الطموح كجزء من الجهود الوطنية لتحسين الأمن المائي في ظل التغيرات المناخية المتسارعة والضغط المتزايد على الموارد المائية.
بدأ العمل على المشروع سنة 2022، حيث تم تصميمه لتوفير 2000 لتر في الثانية من المياه الصالحة للشرب، ويتميز الثقب بقدرته على العمل في ظل ظروف تقنية معقدة، حيث تم إحداثه في السد القائم الذي يستخدم لتوليد الكهرباء وتزويد المناطق بمياه الشرب والري.
كما يشمل التصميم تركيب أنبوب معدني ضخم بقطر 1200 ملم يتصل بهيكل معدني يتوزع على ثلاثة مستويات من المآخذ داخل الخزان المائي، ما يضمن توفير المياه بكفاءة تحت ضغط مرتفع.
وشكلت البيئة المائية المعقدة التحدي الأكبر لإنجاز المشروع ، حيث تم إنجاز العمليات الأساسية تحت الماء دون تعطيل تشغيل السد أو التأثير على أدائه. وذلك بفضل التنسيق الدقيق بين الفرق التقنية والاستعانة بغواصين محترفين، من أجل ضمان الدقة والسلامة في جميع مراحل العمل. وقد أثبتت النتائج النهائية التزام المشروع الصارم بالمعايير المحددة.
وفق السلطات من المتوقع أن يكون لهذا المشروع دور حاسم في تحسين إدارة الموارد المائية في المنطقة، مع دعم التكيف مع التغيرات المناخية المتسارعة التي تشهدها البلاد. فبفضل هذا الإنجاز، ستتمكن المناطق الحضرية بفاس ومكناس من تلبية الاحتياجات المائية المتزايد.
كما ستساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الجهة. يعد المشروع نموذجا رياديا في إفريقيا، ويضع المغرب في مقدمة الدول التي تعتمد على الابتكار التكنولوجي لإدارة مواردها الطبيعية بشكل مستدام.
يشار إلى أن هذا المشروع المائي ينضاف إلى مجموع المجهودات الوطنية التي يلعبها المغرب للتصدي لتحديات ندرة المياه.