تعد إفريقيا، القارة الأقل انبعاثا للغازات الدفيئة، من بين أكثر القارات عرضة لعواقب تغير المناخ. وقد زادت ظاهرة النينو، ولا سيما الأعاصير المدارية، من حدة هذه التهديدات، حيث تسببت الأعاصير المدمرة في أضرار جسيمة، مثل إعصار بلال الذي ضرب موريشيوس وألحق أضرارا جسيمة. حيث أن آلاف الناس تركوا بدون كهرباء.
وفي ماي 2024، دمر إعصار هيدايا المناطق الساحلية في كينيا وتنزانيا. سلط هذا الحدث الاستوائي الضوء على ضعف شرق إفريقيا.
غالبا ما تسبق الأعاصير أمطار غزيرة تسبب فيضانات وانهيارات أرضية. ففي 2024، كانت كينيا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، مسرحا للسيول التي دمرت الطرق والمنازل.
في منطقة الساحل، شهد موسم الأمطار من يونيو إلى شتنبر أمطارا غزيرة وفيضانات، خاصة في السودان في غشت، و في نيجيريا والنيجر وتشاد والكاميرون.
2024 هي السنة الألى فوق عتبة الاحترار 1.5 درجة مئوية، كما جاء في أحدث تقرير لكوبرنيكوس الأوروبية لتغير المناخ، الذي تم نشره في 9 دجنبر.
تشير التقارير إلى أن متوسط درجات الحرارة المسجلة منذ يناير 2024 يظهر حالة شاذة تبلغ + 0.14 درجة مئوية مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2023. وفي زامبيا، انتهى موسم الأمطار، الذي يمتد عادة من أكتوبر إلى مارس، في يناير 2024، فالحرارة الشديدة أدت إلى فترات طويلة من الجفاف التي لا تؤثر فقط على الأمن الغذائي، ولكن أيضا على إنتاج الطاقة.
في جنوب السودان، وصل الزئبق إلى 45 درجة، واضطرت الحكومة لأول مرة إلى إغلاق المدارس بسبب موجة الحر.
هذه التغيرات الكبيرة، في أنماط الطقس، لها تأثير شديد على الزراعة، التي تعد المصدر الرئيسي لكسب العيش لـ 70٪ من سكان جنوب إفريقيا. شهدت المنطقة ظروفا قاسية من الجفاف، مما أدى إلى إغراق ملايين الأشخاص في الجوع.
لهذه الأسباب، أعلنت ليسوتو وملاوي وناميبيا وزامبيا وزيمبابوي أزمة الجوع في بلدانهم، و اعتبرت كارثة وطنية في أكتوبر الماضي. يقدر برنامج الأغذية العالمي أن حوالي 21 مليون طفل في الجنوب الإفريقي يعانون حاليا من سوء التغذية بسبب قلة المحاصيل.
تخسر البلدان الإفريقية ما متوسطه 2 إلى 5٪ من ناتجها المحلي الإجمالي في إدارة الظواهر الجوية المتطرفة.
إبان الكوب 29 في نونبر الماضي، وافقت البلدان المتقدمة الرئيسية التي تنبعث منها غازات الاحتباس الحراري على تمويل جديد قدره 300 مليار دولار سنويا بحلول سنة 2035، و هذا المبلغ أقل بكثير من 1.3 تريليون دولار المقدرة من قبل البلدان النامية لتكيفها مع تغير المناخ.
