شدد علي محمد، رئيس مجموعة المفاوضين الأفارقة بشأن المناخ على أن مواجهة التغير المناخي لم تعد خيارا بل ضرورة، مؤكدا أنه لا مجال للتراجع عن الالتزامات المناخية الدولية، رغم انسحاب بعض القوى الكبرى من الاتفاقيات البيئية.
وأبرز المسؤول الإفريقي، خلال تصريحه في مقابلة مع وكالة رويترز للأنباء، يوم الجمعة 4 أبريل الجاري، من العاصمة الكينية نيروبي، أن التهديدات الخطيرة الناجمة عن الاحتباس الحراري تتطلب تحركا عالميا عاجلا واستمرار الالتزام الجماعي بالجهود المبذولة حتى الآن.
وسلط المتحدث الضوء على الانسحاب الأخير للولايات المتحدة من اتفاقية باريس التاريخية للمناخ، وهي الخطوة التي أثارت جدلا واسعا في الأوساط الدولية، مشيرا إلى أنها تأتي للمرة الثانية خلال فترة رئاسة دونالد ترامب، مما يمثل تراجعا عن توافق عالمي تم بناؤه بصعوبة.
وأكد المبعوث الخاص لكينيا بشأن المناخ، أن الانسحاب الأميركي لم يقتصر على اتفاقية باريس، بل شمل أيضا مغادرة شراكات متعددة في مجال الطاقة النظيفة، من ضمنها الاتفاقيات الموقعة مع بلدان إفريقية مثل جنوب إفريقيا، مما يشكل تهديدا للتعاون الدولي في مجال التنمية البيئية المستدامة.
ودعا رئيس الوفد الإفريقي إلى الحفاظ على التقدم المحقق في السنوات الأخيرة، وعلى رأسه التزام الدول الإفريقية بتحقيق العدالة المناخية، مشيرا إلى أن القارة الإفريقية رغم مسؤوليتها المحدودة عن الانبعاثات، تتحمل العبء الأكبر من تداعيات تغير المناخ.
وجاءت هذه المقابلة في سياق التحضير لمؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (COP30) المقرر عقده في البرازيل في نونبر من نفس السنة، مؤكدا في ختام تصريحه على أن إفريقيا ستواصل الضغط من أجل احترام الاتفاقيات الدولية وتمويل الانتقال الطاقي العادل، مشددا على أن الوقت قد حان للانتقال من الوعود إلى التنفيذ، في سبيل حماية مستقبل الكوكب وأجياله المقبلة.