شكلت الأمطار الأخيرة والثلوج التي تهاطلت على البلاد خلال شهر رمضان المبارك نقطة تحول إيجابية في مشهد المياه في المغرب، حيث ساعدت في الرفع من مخزون السدود الوطنية والفرشة المائية بشكل كبير، مما وضع حدا نهائيا لحالة القلق التي كانت سائدة ورافقت وضعية الجفاف الحاد الممتدة طيلة حوالي سبع سنوات.
سجلت السدود الوطنية، بحلول مساء يوم الثلاثاء 26 مارس، تحسنا ملحوظا، حيث بلغ إجمالي نسبة الملء على المستوى الوطني 37.6%، وهو ما يعكس أكبر تحسن في مخزون المياه خلال الست سنوات الأخيرة. وقد استقبلت السدود الوطنية أكثر من ملياري متر مكعب من المياه، وهو ما ساعد على رفع مخزون المياه بمقدار تجاوز الملياري متر مكعب، وهو مؤشر إيجابي يعكس قدرة المغرب على مواجهة تحديات الجفاف والتقلبات المناخية التي عرفتها السنوات الماضية.
تمثل هذه المكاسب المائية خطوة هامة نحو استعادة التوازن المائي في المملكة، كما تعكس نجاح السياسات المائية المتبعة، بما في ذلك تعزيز السدود، وتحلية مياه البحر، واستخدام المياه المعالجة. ولكن، تبقى الحاجة قائمة إلى توسيع هذه الإجراءات وتطوير حلول مبتكرة للحفاظ على هذه الموارد وضمان استدامتها في المستقبل، خصوصا في ظل تحديات التغيرات المناخية التي قد تطرأ مستقبلا.
إن هذا التحسن في المخزون المائي يجب أن يكون دافعا للاستمرار في تكثيف الجهود الوطنية للتدبير المستدام للموارد المائية، وتعزيز التوعية البيئية بشأن أهمية الحفاظ على الماء، خاصة في المناطق الأكثر عرضة للجفاف