تواجه إندونيسيا، أحد أكبر منتجي القرنفل في العالم، أزمة غير مسبوقة مع تراجع إنتاج هذه الشجرة ذات القيمة الاقتصادية والثقافية العالية، بسبب تداعيات تغير المناخ التي تضرب قطاع الزراعة في الأرخبيل الآسيوي.
كارثة بيئية تهدد شجرة الذهب
تعرف أشجار القرنفل Syzygium aromaticum في إندونيسيا باسم شجرة الذهب، نظرا لدورها المحوري في الاقتصاد المحلي، حيث تحتل البلاد المرتبة الثانية عالميا في إنتاج هذه التوابل بعد تنزانيا. لكن تقارير ميدانية حديثة كشفت عن:
– انخفاض الإنتاج بنسبة 30% خلال الموسم الأخير في مناطق مثل جزر الملوك وسومطرة.
– تلف المحاصيل بسبب الجفاف الطويل وموجات الحر غير المسبوقة.
– انتشار الآفات الزراعية التي تكاثرت مع ارتفاع درجات الحرارة.
تغير المناخ… العدو الجديد للمزارعين
بدأت الأشجار، التي كانت تنتج قرنفلا عالي الجودة لأكثر من 50 سنة، تذبل فجأة، بسبب:
1. اختلال أنماط هطول الأمطار: تأخر مواسم المطر أو هطولها بغزارة غير معتادة.
2. ارتفاع ملوحة التربة في المناطق الساحلية بسبب تغير مستوى سطح البحر.
3. زيادة الأعاصير المدارية التي تقتلع الأشجار وتدمر المحاصيل.
تداعيات اقتصادية خطيرة
يعتمد أكثر منمليون مزارع إندونيسي بشكل مباشر على زراعة القرنفل، الذي يستخدم محليا في:
– صناعة السجائر الإندونيسية التقليدية Kretek التي تعتمد على القرنفل بنسبة 30%.
– تصدير التوابل إلى الأسواق العالمية كالهند، الإمارات، وسنغافورة.
قد يؤدي استمرار التراجع إلى ارتفاع أسعار القرنفل عالميا، الشيىء الذي سيفقد إندونيسيا حصتها السوقية لصالح منافسين كمدغشقر.
لجأت الحكومة الإندونيسية، لتبني خطة طوارئ تشمل توزيع شتلات مقاومة للتغيرات المناخية بالتعاون مع منظمة الفاو، واعتماد برامج سقي ذكية لتوفير المياه في مناطق الجفاف، وكذا توعية المزارعين بأساليب الزراعة المستدامة.
ذكرت منظمة Global Clove Initiative في تقرير حديث أن تغير المناخ قد يفقد العالم 40% من إنتاج القرنفل بحلول 2050 إذا لم تتخذ إجراءات جذرية، داعية إلى تمويل مشاريع بحثية لتحسين سلالات الأشجار، و دعم المزارعين في الدول النامية الأكثر تضررا.
