أكدت صحيفة The Objective الإسبانية أن المغرب يواصل ترسيخ موقعه كـ”قطب واعد” في تصدير الطاقات المتجددة نحو أوروبا، مستندا إلى إمكانياته الطبيعية الهائلة، ورؤيته الاستراتيجية في مجال التحول الطاقي.
وأبرزت الصحيفة، في تقرير حديث، أن المملكة المغربية تتجه بثبات نحو ريادة الطاقات النظيفة بفضل مشاريع ضخمة من بينها مشروع Xlinks، الذي سيربط المغرب بالمملكة المتحدة عبر أطول خط بحري من نوعه (3800 كلم)، لنقل الكهرباء الخالية من الكربون. وتُقدّر كلفة هذا المشروع بحوالي 20 مليار أورو، وسيمكن من تزويد بريطانيا بـ3.6 جيغاواط من الطاقة المستدامة، انطلاقا من محطة عملاقة ستنتج حوالي 11.5 جيغاواط من الكهرباء اعتمادا على الشمس والرياح.
ويقع المشروع في جهة كلميم-واد نون، التي تُعد من أغنى المناطق المغربية بالموارد الطبيعية المتجددة. ويعتمد المشروع أيضا على منظومة لتخزين الطاقة عبر البطاريات لضمان الاستمرارية.
كما أشارت الصحيفة إلى مشاريع استراتيجية أخرى يسعى المغرب من خلالها إلى تأكيد موقعه كمصدر رئيسي للطاقة، وعلى رأسها مشروع خط أنابيب الغاز الإفريقي الأطلسي الذي سيربط نيجيريا بالمغرب، مرورا بـ13 دولة إفريقية، قبل أن يمتد إلى أوروبا. ويتطلب هذا المشروع تمويلاً يقارب 25 مليار دولار، ويُعد من أبرز رهانات المغرب الطاقية في إفريقيا.
وفي السياق ذاته، يولي المغرب اهتماما خاصا بتطوير الهيدروجين الأخضر، الذي يعتبره دعامة مستقبلية محورية في انتقاله الطاقي، حيث يسعى إلى الاستفادة من موارده الشمسية والريحية لخلق سوق واعدة لهذه الطاقة النظيفة.
وختم التقرير بالتذكير بأن المغرب وقع مذكرة تفاهم مع مجموعة دول غرب إفريقيا (سيدياو) لتوسيع تعاونه في هذا المجال، مما يعكس الرغبة السياسية في المضي نحو تكامل طاقي إقليمي يعزز الأمن الطاقي وينوع الشراكات.